أقفلت كُل حسابات التواصُل الإجتماعي الخاصة بي، لم أعُد أرغب في أن أتواصل إجتماعيًا مع أي شخص، بِت أشعُر أن الأُناس لا يستحقون المعرِفة أو المُعاشرة، لا أحد يستحق الحُب، لا أحد يستحق الاهتمام، قد أكون أنا من لا يستحق ذلِك وأُلصِقها بالناس، ولكن حسنًا أنا لا أخاف من أكون في موضع الاتهام فالنتيجة واحدة، أنا لا أُريد أن أعرِف أحد، فكُل من كُنت أتخيّل فقدهم في أسوء أحلامي قد فقدتهُم، لا لم يخونوني، فقط فترت علاقاتنا وجف نهر المودةٌ بيننا، لا داعي لإنشاء صداقات ومعرفة أُناس جديدة، الكُل سيرحل، الكُل سيصير غريبًا، ستبتعِد، أو تُبعِدَك الدُنيا، لا يهم، أنت ستبقى لوحدك بالنهاية ولن يهتم بِك أحد، تسأل أحدهم النصيحة، وتعمل بِها، ولن يهمُه ما ستُعانيه جراء نصيحتُه، لن يسأل عليك أحد، ستصير بمُفردك بمواجهة ما تُقاسي، لا أحد يعلم ما بِك، لا أحد يُريد التحدُث معك، الكُل يتذكرك من أجل بعض الخروجات التي يحتاجك فيها لإنه لا يُريد أن يكون وحيدًا وهو يحتسي قهوة الصباح في المقهى ويشعُر أن كُل هذا الحُزن قد أل إليه وأصبح مصيرُه، الكُل يهرب من حقيقتُه، إنكُم مصطنعون، وأنا لدي الكثير من المشاعر التي أُغدِقها على أي شخص بسبب أنني لا أجِد من أشملُه بحُبي، أصبحت أخاف التعلُّق والارتباط، أجِدهُ في الأصل ليس ذا معنى، ما معنى أن تصنع الذكريات مع أشخاص سيُصبِحوا ذكريات، سيجرحوك، سيجرحوك في أعز ما تملُك، ذكائك وتصديقك لهُم، ثقتك في أنهم لن يخونوا عهد الصداقة ويتركوك وحيدًا تتختنِق في المساء بويلات الذكريات السعيدة السالِفة، لا معنى لشيء ليس بدائِم، فأنا لا أؤمن بتوسُلات كاظم الساهِر " أحبيني لإسبوع لايامٍ لساعاتٍ، فلستُ أنا الذي يهتم بالأبدِ" الأبد هو ما يهم، تكرار الحدث هو ما يهُم، وهو ما يعُطي للأشياء معناها، ولإني اهتم بالأبدِ، وأصبحت لا أؤمِن بأبدية العلاقات، فأنا بخاف من الكوميتمنت ..
Friday, 21 March 2014
Thursday, 13 March 2014
رغبة في الاستقرار ..
" قِلّي، احكيلي نحنا مين، وليش بنتلفت وخايفين "
تَمُرُّ عليَّ بعض الأوقات التي أشعُرُ فيها أن الخوفُ يُثلِجُ جميع خلاياي، كأنَهُ جبلٌ من جليدٍ يُحاوِطُني، أَحِسُ أن أحشائي تعتصِرني وتصرُخ لتخرُج عبر فمي في نوباتِ قيء مُريعة، الصوتُ لا ينتقِلُ في الفراغ.
أحيانًا أتصوَّر أنه ستُحَل جميع مشاكِلنا، ونعبُر تِلأك المرحلة ولكني لن أكون بسلام، فستستيقِظ في الليل على أصوات صرخاتي الهالِعة، أصواتٌ نابِعة من خوفٍ مُقيمٍ في روحي، ستُحاوِل احتضاني وتهدئتي، سأهدأ وأُعاوِد النوم ولكنك ستجدني في اليوم التالي أتخبئ في في مكانٍ ما في بيتِنا، ستُحاوِل أن تجِدُني، ستبحث عني حتى تعرِف مكاني خلف أريكة غُرفة المعيشة مُسنِدة ظهري على الحائط، وضامَّة رُكبتاي إلى صدري وأرتجِف ودُمُوعي تُبلِل خدّي وفي يدي سواد من أثر كُحلُ عيناي، ستسألني لِما أنا خائِفة، سأضُمَك ضمة من وجد صيدٍ، وأُعانِقكَ عِناقَ مُحتَضِر سأُطبِقُ على رقبتِكَ بين يداي، وستجِد عيناي زائِغتان وأنفاسي تتهدَّج، سأقولُ لك لا تُفلِتَني، لا تَفقِدَني، تخبئ معي حتى لا يَجدونا، لن أُطالِبَك بالهرب، فقط سأطلُبُ مِنكَ أن نتختفي من أمام أعيُنِهِم، حتى لا يقتفوا أثرنا، سَأُخبِرُكَ أني أُحِبُكَ وبرغم أن بين ذِراعيكَ سكني، فإني لازِلتُ خائِفة، خائِفة أن لا أكونَ معك مرة أخرى، قُربي منك ووجودي معك سيُخيفُني أكثر وأكثر، سأطلب منك الابتعاد والاختفاء أكثر وأكثر وأكثر، سأحاوِل في يوم انتزاع ضِلعَك الأعوج وأن أسكُن مكانُه وأختبئ ولا يُعرَف لي أثر.
قد نكون في يومٍ سائرين في الشارِع وفجأة سأُمسِك يديك وأنظُر يمينا ويسارًا، سأضغط على يديكَ أكثر، حد الذي يوجِعهما، سأبدأ بالجري مُمسِكة بيديكَ، سأجري وأجري في الشارِع، وأنت تتبعني في ذُهولٍ، ستتقطّع أنفاسي، وتتحِد دقاتُ قلبي مع رنات كعب حِذائي، ستُحاوِل مُناداتي ولن أسمَعُك، فقط سأنظُر ورائي وأُقفِلُ أكثر على يديكَ، سآخُذُكَ إلى أضيق شارع نمُرُ بِهِ، وسأُدخِلُكَ باب أصغَر بيتٍ فيهِ، وقتها ستُعمي الدموع عيناي، وتختَنِقُ الكَلِمات في حنجرتي، سأتمسَّك بمعطِفَك وتخور قواي، وتفقِد قدماي قُدرتهما على حملي، سأتمسَّك بِمعطفِك أكثر، سنبدأ بالسقوط سويًا على رُكبتينا، ستُخبِرني أن لا أخاف، وسينطبِع رسم عيناي على قميصَك ويتبلل بالدموع، سنقِف على رُكبتينا وأنا أضُمَّك كأخِر أمل لي في الحياة، سأقول لَك أن ما يجعل الخوف يملئ قلبي هو وجودك بجانبي وخوفي من فقدِك، وأهمِسُ لَك ككل مرة أن قلبي لن يعرف الطمأنينة إلا إذا انتزعت ضلعك الأعوج من صدرِك وأستقريت مكانُه، ستُضمني أكثر وتبتسِم، وأنا لن أهدأ ولن أستقِر.
Subscribe to:
Posts (Atom)