من فترة حنّيت شعري وبقى له ضي أحمر. ما عدا شعرتي البيضة بقى لونها برتقاني. ببص في المراية دلوقتي لقيت زي ما بيقولوا اللون نزل. يعني البرتقاني بقى تحت وأبيض تاني بقى في شعري. انزعجت. رغم أني عمري ما انزعجت من شعري الأبيض وبحبه. الكام شعرة دول لونهم اتغيّر من سنتين تقريبا. لأ تلات سنين دلوقتي. كان الشعر الأبيض دا والندبة اللي في ذراعي بيفكروني بحاجات كتير حصلت. انزعجت من شعري الأبيض زي ما بتضايق لمّا بحس أن شكل رقبتي مش زي زمان. زي ما قدميني بقى فيهم علامات ثابتة وواضحة من لبس الجزم مدة طويلة. زي اللي في أقدام ماما. ساعات وأنا ماشية في الشارع وحد يكون معدّي جنبي وشكله يعجبني بقول لنفسي " يعجبك ايه دا أكيد أصغر منك". ورقميًا معظم الناس اللي حواليا سنًا أنا أكبر منهم. يوم حفلة سعاد ماسي شفت واحد كنت معجبة بيه وانا في أعدادي. هو كان زميلي في المدرسة وانا أعرفه من الحضانة. أول ما دخلت الحفلة حسيت أني هشوفه. وفعلا شفته رغم اني ما شفتهوش من سنين. بس من خلال متابعتي ليه عالفيسبوك هو تقريبا بقى شبهي أو أنا بقيت شبهه أيهما أقرب. بس المهم اني أول ما شفته حسيت انه بقى دمه تقيل وسخيف جدا. مش عارفة هو كان كدا وللا ايه بس الأكيد اني بما أني شايفة اني بقيت شبهه يبقى أنا كمان مملة زيه. بحس نفسي مش بعرف أهلس مع زمايلي اي الهلس. دايما بيقولولي اني ببصلهم نظرات تعجب واستغراب. العادي انهم بيكونوا واقعين من الضحك وأنا حتى ما ابتسمتش. من فترة برضه اكتشفت اني بنسبة كبيرة معظم اللي بحبهم سخاف ودمهم تقيل. وزي ما غادة قالتلي حساباتي غلط ومفاهيمي مش مظبوطة. يعني ايه المشكلة. لما يكون اللي بيضحكوني الناس اللي دمهم تقيل. أو اللي هزارهم فيه تفكير. وأيه اللي يضيرني أصلا أن أنا شخصيا دمي تقيل. اللي هو هيحصل ايه لو مش أنا نجمة القاعدة اللي بضحّك. الحاجات في مخي مربوطة في مخي برباط جزمة فردة لونها أسود وفردة لونها كحلي.