صديقي العزيز
تتبادر صورتك في ذِهني في أكثر المواقِف العشوائية وغير المُبررة. أظُنك شمّاعة عظيمة لتحميلك كُل ما لدي من آمال لم أصبو إليها. أتذكّر أنَّك كُنت سببًا لعودتي للكتابة. طُلِب مِنيَّ اليوم أن أذكُر شيئًا أفخرُ بِه، لم أذكُر تخطيَّ لإمرِك، لم أذكُر الأمر، ولم يتبادَر إلى ذهني من الأساس. إذا سُئِلت مرة أُخرى عن أشياءٍ أفخرَ بِها سأذكُر أني لم أتذكرك حينها. أعتقد أنك تبادرت لذِهني لأني أردتُ أن أكتُب ولكِني لم أجِد ما أكتُب عنه فكتبتُ عنَّكَ، علَّك تُرجِعني إلى الكتابة مرّة أُخرى.
صديقي العزيز .. أكتُب عنك في أكثر المواقف العشوائية وغير المُبررة. حينما أتجرد من كُل ما أشعُر بِه، تبقى أنْت. أكتُب لأبقى، اكتُب لتبقى، أكتُب لإني لا أجيدُ الحديث رغم أنّي كثيرة الكلام.
أظُنني نضجتُ كثيرًا هذِه الأيام. تِلك النضاجة التي تجعل صينية المعكرونة بالبشاميل مُحمرّة الوجه. أكره حين يدّعي الناس النُضج ويتحولوا للسوداويّة. أظُن النُضج يجعل الأشياء أشهى. أعلّم أننا على حافة الخروج من المجرّة، وأنّي لا أضع أي احتمالية لتحسُن أي وضع، أنا لا أعلم متى سينتهي كُل هذا أو كيف، ولكني أبدًا لم أفقِد إيماني بالبِر في قلوب الناس.
أستطعت اليوم أن أقول لزميلة لي أني تضايقت من طريقة حديثها، تدرّبت على الأمرُ كثيرًا وأخيرًا نجحت في التعبير عن أمرٍ ضايقني من أحد. آمل المرة القادمة أن أقول هذا بالعربية ولن أتخفّى في انجليزية تجعل الكلام أقل حدة " كنوع من اللُطف منّي".
حقًا لأ أعلم لما أكتُب كُل هذا الهُراء، ولكني أفتقِد الكتابة، أفتقِد أن أعتصر نفسي في كلِمات، أفتقِد حالة المخاض التي أكون فيها، أشعُر أني لا يجب أن أُقصِّر في الكتابة حتى في أجازتي النصف سنوية. أظُنني سأكتُب كُل يومٍ خِلالها .. أتمنى ذلِك ..
لعلّك بخير ..