Tuesday, 22 June 2021

ليس ‏من ‏ذلك ‏بد ‏

إنني في حاجة دائمة لإذابة الجليد. يخبرني بذلك الثقب الذي في جوفي. فهو ولاتساعه تنقطع ما لدي من أواصل ود، وتبرد ما لدي من حماسة. أعرف أن هذا النهم للحياة لن يُشبع ولن يُرضى. ليس لذلك آخر ولا آخِرة ولا يوجد بوصلة أو اتجاه من الأساس. هذا الملل المقيم في نفسي والذي يحول بيني وبين كل سبب من أسباب الوجود. إنه دافعي ومثبطي وحيرتي وحيلولتي. 
يغرقني عقلي في محاولات دائمة لمعرفة ذاتي ولاستدراك الإجابات. 
من أكون.. إنني كل شيء أمكن أن يكون. يمكن تعريف السائل بأنه مرن بالقدر الذي يجعله يتخذ شكل الإناء الذي يحتويه. أنا سائل. سريع التشكل سريع التسرسب. 
يخبرني ذلك الثقب في قلبي الذي لا يرتفئ أبدًا بأني أحتاج لجرعات مكثفة من الدفء، والثبات والارتواء. أنا نبات. نبات لا يحتاج إلى هواء. تخبرنا الفيزياء إن الهواء كالماء من الموائع. يتسع بقدر المكان الذي يرحب به.
على ذكر الفيزياء اتذكر درس المكبس، كيف اتحمل التقلص إلى أقل حجم مع الضغط وكيف أتسع وسع البسيطة مع البراح. أنا هواء. 
أغوص أحيانا في نوبات حنين قاتلة. أود لو أني أعود لذاتي. أحن لأن أكون نسيًا منسيًا. أن أكون فراغ ما قبل الانفجار الكبير. أحن لأقدم شيء كنته. أنا فراغ. 
أشعر بنصل سكين حاد جدا على معصمي. كيف يكون ذلك الوجع عميق جدا وكأنك لا تشعر به. أمرره مرارا على نفس المكان. أو بسحق سيارة مسرعة جدًا وثقيلة جدا وترتطم بقوة شديدة جدا. لا يهم.. فأنا كثيرة الاحتمال.
أريد لكل هذا أن ينتهي.. أريد لكل هذا أن يزول. 

Tuesday, 30 March 2021

أريد أن أكتب مقالة طويلة جدا عن العنف السلبي.. 

كيف تركنا مفرّغين من كل إحساس بالطمأنية ومنعدمي تقدير الذات.

كيف حوّلنا لمسوخٍ تشبثت أعينهم بأعين كل من حولهم، منتظرين لكل إيماءة رضا، فزعين من كل شائبة نقد.

كيف نمضي الساعات في تتبع أشلاء ذوات نثرتها سُهْكة من نفس ذميمة. 

كيف أرضانا بأقل القليل وأرهبنا أن نقول هل من مزيد فنقعد ملومين محسورين.

كيف تسمرنا في مجالسنا في كل موقف احتجنا أن نتقدم فيه.. حاصرتنا عيون في رؤوسنا جاحظة محذرّة.

كيف كان عدم الاختيار هو الخيار الأفضل دومًا، نحن لا نعلم من نحن ولا ندري ما نريد. 

كيف نعيش حيواتنا باكملها ولم نعرف أبدًا ما هو الأمان ومتى يكف نهك القلب.

كيف أمضينا عمرنا نلقي باللوم على ذواتنا، ذواتنا فحسب.. أنا المخطئ، أنا المذنب، أنا العاص.

كيف حُرِمنا من معرفة أي إجابة لكل سؤال، وبخاصة هذا السيل من الـ " لماذات".

كيف لا يمكننا أن نتخلص من كل هذا الحِمل.. وكيف أصبحنا هكذا كالحَمَل.

كيف نصرخ " أريد أن أنام يا اليزابيث" 
فيجيب فان جوخ " لن ينتهي البؤس ابدًا يا ثيودور"