Monday, 27 May 2013

بيت ..

بدأ إحساسها بالغُربة حين إحتاجُت لِذَلِك البيت-لم يكُن مُهِما صغيرُا أم كبيرًا- ولكِنهُ كان يُمثِل مساحتها الشخصية. مكمَن أسرارها بِأفراحها وأوجعاها .. المكان الذي يُمكِنها فيه أن تستريح، أن تنام، أن تشعُر بِأمان، المكان الذي تَعرِف تفاصيلُه جيدًا وإشتركَت في تكوينِها بِكُل وقتها وحُبها وشغفها. تِلك الأريكة المُريحة التي تكِّن فيها حين تعود مِن عملِها أو تستلقي عليها في أخِر النهار وفي يدها شرابها الساخِن وكِتابها المُفضَل الذي تُسافِر مِن خِلالُه إلى أقطار لم تعهدها مِن قَبل عبر بحور كانت تهابها وتخالها بعيدة عنها كُل البُعد. وذَلِك الوِشاح الجميل الذي إشتغِلتهُ بيديها بألوانِها المُحببة إلى نفسِها الفيروزي والنَهدي والنبيذي مزجتهُم سويًا وهي لا تعلم هل سيصُب مُصممي الأزياء لعناتِهِم عليها أم سيشكُروها على تُحفتها الفنية. هي لم تكُن تهتم سوى أن تجمع كُل ما يُبهِجها مِن ألوان في وشاحٍ واحِدِ تتدثَر بِهِ في ليالي الشِتاء القاسية ويُزين حائِطها في لفحات أغسطُس الحارِقة. وتِلك اللوحة المُتكِئة على الأرض والتي أمضت أسابيع طويلة لتدخِر ثمنها بعد رؤيتها لها أول مرة في معرَض للتُحف القديمة. وبعد أن إقتنتها أمضت ليالي كثيرة تتأمل جمالها وتنتشي في سعادتِها. ولَم تكُن اللوحة سِوى مزيج مِن ألوانِ تُحِبُها " الأخضر والذهبي والبُني والتِركواز". البيت لَم يعني لها فقَط تِلك الأشياء التي تقتنيها. فهي حُرّة أن تزفُر دُخان سيجارتِها في أيُما إتجاه دون أن تكون في حاجة أن تتوارى عن أعيُن أحدِهِم يرمِقها بِنظرة دونية أو تسمَع مَن يُلقي عليها مقالًا عن تلوث البيئة وخُرم الأوزون واحترام حُرية الآخرين في أن يستنشِقوا هواءً نظيفًا. تستطيع في ذَلِك البيت أن تسير بدون قيود الملابِس السخيفة أو أن تتبعها نظرات عقيمة. ذَلِك السكون والهدوء الذي مِن أجلِه تدعو ربها أن يُدخِلها الجنة. أو ذَلِك الصَخَب الصادِر مِن كُل رُكن مِن البيت بالمزيكا التي تُحِبها وتتراقَص عليها. شِباكُه بِطول الحائِط وليس بينهُ وبين الأفقِ حِجاب أشِعة الشَمسِ والقِمَر ضيوفِهِ الدائِمين والتي حتى وإن حاولت أت تحجِبهُم بسِتارِ إستلّوا مِن الجانِبين. كُتُبها مرصوصة على الأرض في صفوف بِجانِب مرتبتها الوثيرة المطوَّقة بالشموع التي تنشُر لها روائِح الزهور التي تُحبُها " الخُزام والزنبق والسوسَن". بيتها بسيط، أرضياتُه خشبية عارية، وأثاثُه في أبسط صورة ولكِنهُ ينبُض بالحياة. إنها تُحِبُه وتشعُر إنهُ كُل ما يُمثِلُها إنهُ عالمها. ورَغم أنهُ عالمٌ خالي مِن التَعقيد، إلا إنها تعيشُه في خيالها فقط.


Friday, 24 May 2013

النداهة ..

أنا الخط الفاصل بين الغريق وبين الأمان ..
أنا الرغبة اللي عُمر ما جالها الجرأة ..
الجندي اللي عمره ما إتطمن وهو نايم عالحدود ..
لعنة تصيبك إنت وقلبك واللي حواليك ..
لا تقدر ما تحبنيش ولا تعرف معايا تعيش ..
صور إتاخدت على فجأة حتهرب منها وم السهوة..
سِنَّة العصاري اللي لازم حتصحى منها مفجوع من الوَقعة ..
أساطير حبِيتها و ولا عُمرَك صدقتها ..
 مراجيح بتطلع للسما أنا رَعشة قلبك وتشبيثة إيدَك وقتها ..
الرُصاصة اللي لا تزال في جيبَك ..
شايلها لوقت عوزة بس مش حتستغنى عنها ..

أنا القلق أنا الخوف ..
أنا الحُب أنا الحُضن ..

شرودك وإنت بتقرأ وخيالاتَك قبل ما تنام ..
كلام سمِعتُه وعجبَك بس مش فاهِم معناه ..
أنا كُل حاجة إنت عايزها .. وكُل حاجة إنت رافِضها..
أنا النداهة ..