Saturday, 29 September 2012

و ماتت السيدة مُبتسِمه .. و لعنه الله على زَوجِها

هى أحبته بجنون ... لم تكن رأته قبل أن تلقاه فى صالون منزلهم ليطلب يدها .. و لكن كُل شىءٍ حدث سريعاً فقد تمت خِطبتهم فى إسبوعين .. فكيف لا تُحِبَهُ و هو يُسمِعُها كلام كتمه فى قلبه لشريكة عمره طوال أربعون عاماً و كيف لا تٌحبه و قد قضت ثلاثون عاما تنتظر فارساً على حصانٍ أبيض يَحمِلُها لدُنيا جديدة .. أسمعَها أحلى الكلام .. كان يَتغزل فى جَمالِ و جهِهَا و شَعرِها و بَياضِها و إِبتسَامتها  و خِفة ظِلِها ... و كيف لاتُحِبَهُ وهو أصطبر عَليها حَتى تَشفى و تُخلِفَهُ بطفلٍ آيَة فِى الجَمالِ .. لم يُهِمَها كِبر سِنَه فبالنِسبة لهَا هو سَبب إِحتوائِه لهَا .. لم يُهِمها مَرَضِه فالله هو الشَافى .. لم يُهِمها إهَانات أهَلهُ المُتكرره لهَا .. فهى دائِمة الحُضور لإجتماعاتِهم لِأَنهُ لا يُحِبُ أن يظلُ فردًا بين عائِلات أخواتِه ... و هى لا تُبالى أن تجلس تحت قدميه لتُدلِكها له أمام عائلته .. فكيف لا تفعل ذلك و هى حبيبته ؟! .. إنها إمرأة عظيمة فى حُبِها كغيرها من بنات جِنِسها ... لم تُخبِر أهلها حين سبها و أهانها حتى لا يغضبوا عليه و تَرَكَتهُ حَتى يَعلم صِدقَ قَولهَا و يأتى ليعتَذِر ... و هى تَنتظِر مِنهُ مِثلما فَعلت .. الحقيقة إنه إِستأمَنَها على عَرضِهِ و شَرَفِهِ و لم يستأمِنها على أموالِه .. الحقيقة إنه لا يَذكُر سوى عيوبها كُلما إلتَقى بأخوته ... الحقيقة إنه لا يُحِبُها نِصف ما تُحِبُه .. الحقيقة إنها مُنخدعة فيه .. ذكرتنى هَذه الحكاية بقصة قرأتها لإمرأة اُمية تَزوجت من رَجُل مٌتعلم .. لطالما أحبته .. و لطالما إستخف هو بأُميتها فى نَفسِه .. و لسذاجتها كانت تَظُن أنه يُحِبها .. كان دائِم الحرص على تدوين مذكراته .. و كانت تَظِنُ أن مُذكراته ما هى إلا شعرٍ دونهُ حُبا فيها ... مات زوجِها .. و هى حاولت كثيرا أن تتعلم لتقرأ مُذكراته و لكنها أمضت عُمرا على عُمرِها و لم تتعلم شيئًا ... و كانت أُمنيتها الوحيدة أن تقرأ مُذكرات زوجَها .. حتى إِقتَرب أجَلها و شَعُرت إِنَهُ قد حَان وَقتُ لِقاء رَبَها .. فطلبت من حَفيدها أَن يَقرأ لهَا مُذَكِرات زَوجها ... و يالصدمته ... فلم يَجد الحَفِيدُ فى المُذكِرات سوى لعَنات جِده لجِدته الجَاهِلة الإُمية و ذِكريات مٌغامراتِه بين أحضان بنات الهوى .. لم يستطع الحفيد أن يُخيِر جدته إلا أن مُذكِرات جِدهُ ليست سوى كلمات حُب و هُيام بِها .. و ماتت السيدة مُبتسِمه .. و لعنه الله على زَوجِها ..


No comments:

Post a Comment