.... م .... ن .... ا .... ر ... من ... منا ... منار
لا لا .. إن الصورة بِعقلي أوضَح مِن ذَلِك بِكثير .. دعونى فقط أُحاوِل تركيز ذِهني فى أن أصِفها لكُم ..
هي ليست أجمل فتاة يُمكِن أن تراها .. و لكِنها بالتأكيد فتاة أحلامَك
.. هي ليست مَلاك أو إلهة يونانية .. طيف ؟! .. نعم هى طيف ..
.. هي ليست مَلاك أو إلهة يونانية .. طيف ؟! .. نعم هى طيف ..
دعونا نقتَرِب مِنها أكثر .. أنا لا أعرِف صوتها .. لَكِن أعشق صوت سُكُوتها ..
هي أول لفحة نسيم بارِدة تلفَح خَدَك في نهارِ أغسطس الخانق
أول لحظة هدوء تشعُر بِها بعد ضوضاء مُثيرة للأعصاب ..
هي الراحة التي تشعُر بِها عِندما تستلقي على سريرِك بعد يوم عملِ شاق طويل ..
الأمل الذي تراهُ في أولادِك و الفرحة التي تَحِسها مع أحفادِك ..
هي طعم أول قُبلة سرقها عاشِقان بعد طول لهفة و أشتياق ..
هي صوت فيروز في صباحِ شتاءٍ سكندريِ دافئ .. و صوت إديث بياف في مساءٍ قاهريٍ ساحِر
منظر الغروب على شاطئ كاريبي ممزوجة نسماتُه بروائِح الورود الإستوائية المُبهِجة ..
هي أول خيوط الفجر في صحراء غاب عن ليلِها القمر ..
إحمِرار وجنتي عذراء لِأول مرة تسمعُها .. أُحِبُك ..
هي شُعور بِكرية لِأول مرة يتحرك جنينها في أحشائِها ..
هي البدايات .. و توقُعات حلاوتها و سخائها ..
منار ..
إبنة الجيران ذات العشرة أعوام ..
لم أرى كمثلٌها شئ .. و لا تَسَع الكلِمات وصفها ..
لازل في عيني صورتها ..بشرتُها الخمرية و ضفيرتها المجدولة لِأخر ظهرِها ..
أنفُها الدقيق و شِفاها الكرزية .. عُودَها الفرِنسي و بَخترة مَشيَتَها
خِفة حركَتها .. وتَوقُف الزَمان حيْن كُنتُ أراها تَلهو في الشُرفة بدُميتِها
هَمسُها .. عبيرُها .. كِبريائُها .. و شُمُوخُها
كم كنت أنتظِر بفارِغ الصبر أن تكبُر لِأرى البطلة أُسطورية الكمال في حكاوي جِدتي ..
كنت أتصور أني وجدتها .. بِضْع سنوات و أراها شحماً و لحماُ أمامي
تباً للإنتِظار الذي يُقلِّبُنا على جَمّر
الأسَاطِير تَأبى دَوماَ أنْ تَتَحقق ..
و فتاتي لن تتحقق قَط ..
إستيقظتُ يوماً على صُراخ أُمي
كان صَعب عليّ إستيعاب ما حَدَث ..
ماتت منار ..
مادَت بِها السيارة هي و أُسرتها فتطايرت مِن الشُباك كريشة فى الهواء
و سقطت على الأرض ! .. يا لِقِصَرِ الحياة
لم يجِدوا أَثَر دِماء .. فقط توقّفُ قَلبها ..
رقيقةٌ أنتِ يا منار حتى في ميتَتُك ..
ماتت وَحيدة أبويها و زهرة عائِلتَها ..
الشُرفة بِلا ورود .. الفرحُ بِلا وجود .. البَراءة فى ال لا مكان
ماتت و لَم أرى حُلمي بَعد ..
ماتت قبل أن تهرُب من الأمير بعد أن راقصتهُ و تفقِد فردة حِذائها بجانب البِئر ..
لَم تُحِب بَعد الضُفدع الذي ما أن تَمسّهُ يتحول إلى شابٍ فتيّ وسيم ..
لم تُفيق من سُباتها إثر قُبلة الفارِس الذي حارب سِحر الأشرار مِن أجلِها ..
بكيت .. بكيتُ بِحُرقة رغم أني لا أَبكي الأموات ..
براءتُها ..دَمعة أُمها و غُصة حَلقِ أبيها ..
بكيتُ حُلمي أن أرى الفتاة الخيالية الفاتِنة ..
بكيتُ قِصة لم تكتمِل إشتهيتُ معرِفة نهايتها ..
يَومها عَرِفتُ لِما ماتت ..
.. كانت أجمل مِن أن تكون
أول لحظة هدوء تشعُر بِها بعد ضوضاء مُثيرة للأعصاب ..
هي الراحة التي تشعُر بِها عِندما تستلقي على سريرِك بعد يوم عملِ شاق طويل ..
الأمل الذي تراهُ في أولادِك و الفرحة التي تَحِسها مع أحفادِك ..
هي طعم أول قُبلة سرقها عاشِقان بعد طول لهفة و أشتياق ..
هي صوت فيروز في صباحِ شتاءٍ سكندريِ دافئ .. و صوت إديث بياف في مساءٍ قاهريٍ ساحِر
منظر الغروب على شاطئ كاريبي ممزوجة نسماتُه بروائِح الورود الإستوائية المُبهِجة ..
هي أول خيوط الفجر في صحراء غاب عن ليلِها القمر ..
إحمِرار وجنتي عذراء لِأول مرة تسمعُها .. أُحِبُك ..
هي شُعور بِكرية لِأول مرة يتحرك جنينها في أحشائِها ..
هي البدايات .. و توقُعات حلاوتها و سخائها ..
منار ..
إبنة الجيران ذات العشرة أعوام ..
لم أرى كمثلٌها شئ .. و لا تَسَع الكلِمات وصفها ..
لازل في عيني صورتها ..بشرتُها الخمرية و ضفيرتها المجدولة لِأخر ظهرِها ..
أنفُها الدقيق و شِفاها الكرزية .. عُودَها الفرِنسي و بَخترة مَشيَتَها
خِفة حركَتها .. وتَوقُف الزَمان حيْن كُنتُ أراها تَلهو في الشُرفة بدُميتِها
هَمسُها .. عبيرُها .. كِبريائُها .. و شُمُوخُها
كم كنت أنتظِر بفارِغ الصبر أن تكبُر لِأرى البطلة أُسطورية الكمال في حكاوي جِدتي ..
كنت أتصور أني وجدتها .. بِضْع سنوات و أراها شحماً و لحماُ أمامي
تباً للإنتِظار الذي يُقلِّبُنا على جَمّر
الأسَاطِير تَأبى دَوماَ أنْ تَتَحقق ..
و فتاتي لن تتحقق قَط ..
إستيقظتُ يوماً على صُراخ أُمي
كان صَعب عليّ إستيعاب ما حَدَث ..
ماتت منار ..
مادَت بِها السيارة هي و أُسرتها فتطايرت مِن الشُباك كريشة فى الهواء
و سقطت على الأرض ! .. يا لِقِصَرِ الحياة
لم يجِدوا أَثَر دِماء .. فقط توقّفُ قَلبها ..
رقيقةٌ أنتِ يا منار حتى في ميتَتُك ..
ماتت وَحيدة أبويها و زهرة عائِلتَها ..
الشُرفة بِلا ورود .. الفرحُ بِلا وجود .. البَراءة فى ال لا مكان
ماتت و لَم أرى حُلمي بَعد ..
ماتت قبل أن تهرُب من الأمير بعد أن راقصتهُ و تفقِد فردة حِذائها بجانب البِئر ..
لَم تُحِب بَعد الضُفدع الذي ما أن تَمسّهُ يتحول إلى شابٍ فتيّ وسيم ..
لم تُفيق من سُباتها إثر قُبلة الفارِس الذي حارب سِحر الأشرار مِن أجلِها ..
بكيت .. بكيتُ بِحُرقة رغم أني لا أَبكي الأموات ..
براءتُها ..دَمعة أُمها و غُصة حَلقِ أبيها ..
بكيتُ حُلمي أن أرى الفتاة الخيالية الفاتِنة ..
بكيتُ قِصة لم تكتمِل إشتهيتُ معرِفة نهايتها ..
يَومها عَرِفتُ لِما ماتت ..
.. كانت أجمل مِن أن تكون
مُؤلمةٌ جدا...
ReplyDeleteورغم أنّ تحليلها صحيحٌ وواقعيّ، لم أستطعْ التعاطُف مع الراوية..
فهي لم تدعَْ لنا فرصةً لنحزن على براءةِ منار المُغادرة مبُكراً
بل جعلتنا نعتقد أنها شخصياً لم تكنْ تأبه "لمنار" الطفلة بل ل"منار" حلمها وقصتها التي تود مشاهدة تفاصيلها ..
قلمك آسر في كتابة التفاصيل واقتناص لحظات عادية جدا لينسج ما يستحق المتابعة
تحيةٌ بعذوبة رؤياكِ يا صديقة
هالة
يا الله !! قوية لدرجة الغصة ، عجبتني يا مرام وأنا كـَ منى شايفاها قريبة جداً مني.. إستمري أرجوكي
ReplyDeleteأشكُرِك يا مُنى .. و إن شاء الله حستمِر :)
Delete