لا أعلم متى سأتعلَم أن لا أُضيع وقتي في الصباح بين محطات الراديو أو أُغنيات فيروز .. و لكِن كيف لي أن لا أملأ روحي بِهِم .. صوت الشيخ أحمد نعينع و هو يَبُثَنِي كُل الفَرح و التفاؤل .. فيروز و هي تصدح " أديش كان فيه ناس عالمفرق تُنطُر ناس " .. و مؤخَراً عمرو خالِد و بسمة أمل .. مهما صحوت مُبكِراً يُعطِلُني شحن نَفسي بالطاقة الإيجابية .. وأجِدُني قبل موعِد نُزولي ب رُبع ساعة فقط ! أبدأ في الإستعداد لذِهابي لعملي .. تنورتي .. أين تلك التنورة اللعينة .. أووه ! إنها مُتسِخة .. لإرتدي سِروالي الأسود إذاً .. قميصي الرُصاصي .. إنه يحتاجُ للكي .. اللعنة على تلكُعي .. كان لدي مُتسعٌ مِن الوقت .. و لكِن الحقيقة تباطُئي في الإستعداد و تحولي إلى دوامة " في رُبع ساعة أقوم بكُل الإستعدادات " هو ما يجعل للصباح طعمٌ أخر .. سِباقِي للزمن .. و مُنافستي لذاتي و قُدرتي على أن أفعلها مُجدداً اليوم كما أفعلها كُل يوم .. ربطتُ طَرحتي .. ليس هُناك وقت لتكحيل عيناي .. بقايا الكُحل مِن أمس تكفي .. النظارة .. المفاتيح .. ها .. ها .. ها .. إنتهيت .. وإرتديتُ حِذائي الرياضي " سأشِد وِثاقُه في المِصعد لا يَهُم " و أنطلقتُ كأرنبٍ بري يجوب الحقول بحثا عن رِزقِهِ
.. هيييييح
كانت الشمس مُشرِقة و الجو مُنعِش .. الأشجار إصطفت لِتمنح المُترجِلين الظِل ..كَم هي كريمة تِلك الأشجار تُظلِل الناس طِوال النهار طوال العام و بِدون مُقابِل و في الهِند يَعبُد الناس البقرة كرمز لِلعطاء !! .. الحالة مُغرية فِعلا للتأمُل و لكِن أما يكفيني ما ضاع مِن وقت مُنذُ إستيقظت ؟!!
و ها قد بدأ صِراعي الجديد .. رِحلة المواصلات .. أُشير لسائِق أوَل حافِلة ألتقيها .. فيرُد عليَ بإشارة أنَهُ إكتفى ..
مُصطفى كامِل يا أُسطى ؟-! ..
-فووووووو ..
-تباً لَك !! ههه أقولُها كبطلة فِيلم أجنبي لِتوها قامت زميلتها بإغتصاب شطيرة اللحم بالجُبنة الخاصة بِها-
إشارة أُخرى لحافِلة قادِمة من بعيد .. توقفت أخيراااااً .. رَكبتُ الحافِلة و ناولت السائِق الأُجرة و هُنا تبدأ مُعاناة أُخرى .. رِحلة توتُر مُغلفة بالروحانية .. رِحلة دُعائي و إبتهالاتي كي لا تعّلق الحافِلة في الزِحام و أصِل في موعِدي .. أكادُ أُجزِم أن صحيفتي ناصِعة البياض إثر إستغفاراتي في الحافِلات .. الحمد لله .. الطريق ليس مُكدس ككُل يوم .. رغم أن الحافِلة تسير ببُطئ إلا إنها لا تتوقف و هذا في حد ذاتُه إنجاز .. و لكِن إشارة رُشدي تأبى دوماً إلا أن تُوقِف السيارات .. كم حَلُمت دوماً أن أُفجِرها ..
توقفت الحافِلة أمام أحد محلات الملابِس .. بدأت المحلات في عرض ملابِس الصيف .. اللون الشائِع لهذا العام هو اللون الفُستُقي .. إنه لوني المُفضل .. تنورة ذات خطوط مائلة فُستُقي و وردي و أبيض .. قميص فُستُقي ذو نُقَط ذهبية .. فُستان بِكُل درجات الفُستُقي و اللون الأبيض .. فُستُقي فُستُقي فُستُقي ... كيف لمُصممي الأزياء أن يستهلِكوا لوني المُفضل هكذا ؟!! .. يجعلوا كُل البنات يرتدوه في وقتٍ واحِد لِمُدة ثلاث أشهُر فيفقِد تأثِيرُه في إثارة البهجة في نفسي ؟! ..
و لمَحتُ في رُكن مِن أركان زُجاج العرض فُستاناً " الحمدُ لله ليس فُستُقي " كان وردياً مِن الشيفون بِدون أكمام .. كانت فتحة صدرُه التي تتقابل في المُنتصف مُزينة بقُصاصات مِن نَفس القُماش .. و وِسطَهُ عِبارة عن أدوار مُتتالية مِن الثنيات و الكشكشات عن طريق تضييق الفُستان بالخياطة عرضيا و طولياً .. كان متوسِط الطول .. يتبختر في ضوء الشمس الساطِع .. مُبهِجا بِكُل ما تحمِل الكلِمة مِن فَرحة .. مقاسة يُناسِب العارِضة البلاستيكية كأنَهُ خُلِقَ لإجلِها .. ..شكل إلتصاق الفُستان بالعارِضة كان مُلهِماً .. كأنهُ يقول لها إرتديني إلى الأبد .. إرحميني مِن فتاة أكدت لها أُمها مِراراً أني لا أُناسِبها و أني ضيقٌ عليها و لكِنها تعتقِد نفسها غزالا و تشتريني ليُفرتِك شحمها عُقَدي .. أو أُخرى مُحجبة تُحاوِل أن تصنع مِني حُلّة تصلُح لها فتلبِس تحتي الأكمام و السراويل الضيقة و لا تعرِف أني كيان قائمٌ بِذاتي لا أقبل الإضافات .. إحميني مِمن تعبث بي و بِباقي الفساتين تُجرِبُنا جميعاً ولا تقتني أحدٌ مِنّا ..
أحسستُ بِسعادة الفُستان و بِخوفِه و بدأتُ أن أرَكِز دعواتي في أن تقتنيه من بُناسِبها حقاَ .. من تُجمِّلُه و يُجمِّلها .. مَن يَضيفُ إليها ولا ينتقِصُ مِنها .. و بينما أنا سابِحة في دعواتي .. وجدتَني أنتفِض للوراء إثر إنطلاقة الحافِلة فقد أذَن الضوء الأخضر للسيارات بالمرور فأسرعوا كتلاميذ الإبتدائي لِتوِهِ رَنّ جَرس الفُسحة .. بدأ الفُستان بالتلاشي عَن ناظِري .. حتى إختفى تماماً ..
. و هيييييييح .. وصلتُ في موعِدي ككُل يوم
.. هيييييح
كانت الشمس مُشرِقة و الجو مُنعِش .. الأشجار إصطفت لِتمنح المُترجِلين الظِل ..كَم هي كريمة تِلك الأشجار تُظلِل الناس طِوال النهار طوال العام و بِدون مُقابِل و في الهِند يَعبُد الناس البقرة كرمز لِلعطاء !! .. الحالة مُغرية فِعلا للتأمُل و لكِن أما يكفيني ما ضاع مِن وقت مُنذُ إستيقظت ؟!!
و ها قد بدأ صِراعي الجديد .. رِحلة المواصلات .. أُشير لسائِق أوَل حافِلة ألتقيها .. فيرُد عليَ بإشارة أنَهُ إكتفى ..
مُصطفى كامِل يا أُسطى ؟-! ..
-فووووووو ..
-تباً لَك !! ههه أقولُها كبطلة فِيلم أجنبي لِتوها قامت زميلتها بإغتصاب شطيرة اللحم بالجُبنة الخاصة بِها-
إشارة أُخرى لحافِلة قادِمة من بعيد .. توقفت أخيراااااً .. رَكبتُ الحافِلة و ناولت السائِق الأُجرة و هُنا تبدأ مُعاناة أُخرى .. رِحلة توتُر مُغلفة بالروحانية .. رِحلة دُعائي و إبتهالاتي كي لا تعّلق الحافِلة في الزِحام و أصِل في موعِدي .. أكادُ أُجزِم أن صحيفتي ناصِعة البياض إثر إستغفاراتي في الحافِلات .. الحمد لله .. الطريق ليس مُكدس ككُل يوم .. رغم أن الحافِلة تسير ببُطئ إلا إنها لا تتوقف و هذا في حد ذاتُه إنجاز .. و لكِن إشارة رُشدي تأبى دوماً إلا أن تُوقِف السيارات .. كم حَلُمت دوماً أن أُفجِرها ..
توقفت الحافِلة أمام أحد محلات الملابِس .. بدأت المحلات في عرض ملابِس الصيف .. اللون الشائِع لهذا العام هو اللون الفُستُقي .. إنه لوني المُفضل .. تنورة ذات خطوط مائلة فُستُقي و وردي و أبيض .. قميص فُستُقي ذو نُقَط ذهبية .. فُستان بِكُل درجات الفُستُقي و اللون الأبيض .. فُستُقي فُستُقي فُستُقي ... كيف لمُصممي الأزياء أن يستهلِكوا لوني المُفضل هكذا ؟!! .. يجعلوا كُل البنات يرتدوه في وقتٍ واحِد لِمُدة ثلاث أشهُر فيفقِد تأثِيرُه في إثارة البهجة في نفسي ؟! ..
و لمَحتُ في رُكن مِن أركان زُجاج العرض فُستاناً " الحمدُ لله ليس فُستُقي " كان وردياً مِن الشيفون بِدون أكمام .. كانت فتحة صدرُه التي تتقابل في المُنتصف مُزينة بقُصاصات مِن نَفس القُماش .. و وِسطَهُ عِبارة عن أدوار مُتتالية مِن الثنيات و الكشكشات عن طريق تضييق الفُستان بالخياطة عرضيا و طولياً .. كان متوسِط الطول .. يتبختر في ضوء الشمس الساطِع .. مُبهِجا بِكُل ما تحمِل الكلِمة مِن فَرحة .. مقاسة يُناسِب العارِضة البلاستيكية كأنَهُ خُلِقَ لإجلِها .. ..شكل إلتصاق الفُستان بالعارِضة كان مُلهِماً .. كأنهُ يقول لها إرتديني إلى الأبد .. إرحميني مِن فتاة أكدت لها أُمها مِراراً أني لا أُناسِبها و أني ضيقٌ عليها و لكِنها تعتقِد نفسها غزالا و تشتريني ليُفرتِك شحمها عُقَدي .. أو أُخرى مُحجبة تُحاوِل أن تصنع مِني حُلّة تصلُح لها فتلبِس تحتي الأكمام و السراويل الضيقة و لا تعرِف أني كيان قائمٌ بِذاتي لا أقبل الإضافات .. إحميني مِمن تعبث بي و بِباقي الفساتين تُجرِبُنا جميعاً ولا تقتني أحدٌ مِنّا ..
أحسستُ بِسعادة الفُستان و بِخوفِه و بدأتُ أن أرَكِز دعواتي في أن تقتنيه من بُناسِبها حقاَ .. من تُجمِّلُه و يُجمِّلها .. مَن يَضيفُ إليها ولا ينتقِصُ مِنها .. و بينما أنا سابِحة في دعواتي .. وجدتَني أنتفِض للوراء إثر إنطلاقة الحافِلة فقد أذَن الضوء الأخضر للسيارات بالمرور فأسرعوا كتلاميذ الإبتدائي لِتوِهِ رَنّ جَرس الفُسحة .. بدأ الفُستان بالتلاشي عَن ناظِري .. حتى إختفى تماماً ..
. و هيييييييح .. وصلتُ في موعِدي ككُل يوم
No comments:
Post a Comment