لازالت عمليّة التفرقة بين يدي اليُمنى واليُسرى تستغرق مِنّي وقتًا يتجاوز الخمس ثوان وتتطلّب الكف عن فعل أي شيء وتركيز تفكيري على الإجابة فقط. أذكُر أن السبب في عدم تفوّقي في الرياضيات هو توقُّف استيعابي لها حين أُدرِجت الأرقام السالِبة في العمليّات الحِسابيّة. الأشياء وعكسها تُجهِد عقلي وتستهلِك طاقتُه. اليمين/اليسار، السالب/الموجب، ادفع/اسحب. كل هذِهِ الأشياء تُربِكني منذ نعومة أظافري حتى الآن. وأنا لم أتغيَّر.
عَمِلتُ بنصيحة بكثيريين ممن حولي للتخلُّص من مشكلاتي مع أهلي ومن فراغٍ أدورُ فيه. استغرقت في ساعاتِ عملٍ طويلةٍ أنهكتني واستفذت قواي الجسدية والعقلية. استيقِظُ في الخامسة فجرًا وأنام في التاسِعة مساءًا. أعودُ لمنزِلي لقضاء ثلاث ساعات نصف مستيقِظة خائِفة أن أسهو وأنام. فقط حتى لا أُفسِد نظِامَ يومي. بالرُغم أن كفائتي الذِهنية والجسدية في هذِه المرحلة من اليوم تنخفِض إلى ما دون الـ 30 % بالمئة. أصبح نهاري لا يتسع لأيٍ مما أُحِب فِعلُه. والليل الذي أُحِب سهرِه لم أعُد ألتقيه. لم أعُد استطيع تمضية بعد الوقت مع أُخوتي. لم تعُد لدي المقدرة البدنيّة على مزاولة أي نشاط في أي يوم غير أيام الأجازات الأسبوعيّة. وكل هذا فعلتهُ هربًا من مشاكل نبعت من كوني فتاة -نعم مشاكلي سببها أنّي فتاة-. كل ذلك حتى أدور في المدار. حتى تُصبِح حياتي أكثر راحة وسعادة وأقل عُرضة للمتاعب والانزعاجات. وتمت المُهِمّة ونِلت المُراد ولم أعد أُمضّي مع أهلي هذِه الساعات الطويلة المُرجّح أن تكون هي سبب المشاكل القائِمة على الدوام.
ورُغم كُل ما بذلته من جهد ووقت وصحة لازلتُ أُحارِب للحصول على أبسط حقوقي. لازِلتُ أتحايل لأقضي بعض السويعات مع أصدقائي. لازلت أتذلل للحصول على موافقات. لازِلت مُرغمة على تقبُّل " لاءات " غير مُسببة وإن عُرِف سببها لا يبطُل العجب مِنها. لازالت مشاعري مضطرِبة، ولازِلت أحتاج لرفيق يملأ فراغي. ولازالت الأرض متعبة من دورانِها في مدار الشمس. لا شيء يتغيّر.
أتمنّى أن أكون قد تعلّمت الدرس والعمل بنصائِح لا جدوى منها. أتمنّى التوقف عن تعاطي المُسكِّنات والمُخدِّرات والبدء في حل مُشكِلاتي والتدخُّل جراحيًا للتخلّص منها إلى الأبد. راجيةً ألا يُكلِّفني ذلِك التخلّي عن كوني فتاة من الأساس. وإلا سيكون عليّ أن أتقبَّل أن عقلي يحتاج لخمس ثوانٍ ليستطيع التفرقة بين يدي اليُمنى ويدي اليُسرى.
عَمِلتُ بنصيحة بكثيريين ممن حولي للتخلُّص من مشكلاتي مع أهلي ومن فراغٍ أدورُ فيه. استغرقت في ساعاتِ عملٍ طويلةٍ أنهكتني واستفذت قواي الجسدية والعقلية. استيقِظُ في الخامسة فجرًا وأنام في التاسِعة مساءًا. أعودُ لمنزِلي لقضاء ثلاث ساعات نصف مستيقِظة خائِفة أن أسهو وأنام. فقط حتى لا أُفسِد نظِامَ يومي. بالرُغم أن كفائتي الذِهنية والجسدية في هذِه المرحلة من اليوم تنخفِض إلى ما دون الـ 30 % بالمئة. أصبح نهاري لا يتسع لأيٍ مما أُحِب فِعلُه. والليل الذي أُحِب سهرِه لم أعُد ألتقيه. لم أعُد استطيع تمضية بعد الوقت مع أُخوتي. لم تعُد لدي المقدرة البدنيّة على مزاولة أي نشاط في أي يوم غير أيام الأجازات الأسبوعيّة. وكل هذا فعلتهُ هربًا من مشاكل نبعت من كوني فتاة -نعم مشاكلي سببها أنّي فتاة-. كل ذلك حتى أدور في المدار. حتى تُصبِح حياتي أكثر راحة وسعادة وأقل عُرضة للمتاعب والانزعاجات. وتمت المُهِمّة ونِلت المُراد ولم أعد أُمضّي مع أهلي هذِه الساعات الطويلة المُرجّح أن تكون هي سبب المشاكل القائِمة على الدوام.
ورُغم كُل ما بذلته من جهد ووقت وصحة لازلتُ أُحارِب للحصول على أبسط حقوقي. لازِلتُ أتحايل لأقضي بعض السويعات مع أصدقائي. لازلت أتذلل للحصول على موافقات. لازِلت مُرغمة على تقبُّل " لاءات " غير مُسببة وإن عُرِف سببها لا يبطُل العجب مِنها. لازالت مشاعري مضطرِبة، ولازِلت أحتاج لرفيق يملأ فراغي. ولازالت الأرض متعبة من دورانِها في مدار الشمس. لا شيء يتغيّر.
أتمنّى أن أكون قد تعلّمت الدرس والعمل بنصائِح لا جدوى منها. أتمنّى التوقف عن تعاطي المُسكِّنات والمُخدِّرات والبدء في حل مُشكِلاتي والتدخُّل جراحيًا للتخلّص منها إلى الأبد. راجيةً ألا يُكلِّفني ذلِك التخلّي عن كوني فتاة من الأساس. وإلا سيكون عليّ أن أتقبَّل أن عقلي يحتاج لخمس ثوانٍ ليستطيع التفرقة بين يدي اليُمنى ويدي اليُسرى.
No comments:
Post a Comment