الآن .. وقد أصبح لدي كل الوقت، الذي أملك والذي لا أملك .. الذي أمتلكت والذي لم أتصور في يوم أنّي قد أمتلك .. أجلس في بيتي ..
لم أتصوّر في يوم أنّي قد أشعر هذا الشعور.. رغم أني قد أكون قلت في الصباح " عايزة أروّح " .. ولكني في هذه اللحظة في بيتي ..
نفسي منتظم .. ولا ألهث .. قد يكون لدي الرغبة في أن أجهش بالبكاء .. ولكنّه إجهاش الوصول ..
لا استطيع وصف سعادتي في إحتضان مدونتي من جديد، بعد عشر سنوات .. لم أنقطع .. ولكنّي لم أكن أشعر أبدًا بالاستقرار الكافي لحمل تلك الراية .. لم يكن لدي النضج الكافي لكل ذلك .. كانت رحلة طويلة .. مضنية .. رحلة البحث عن الذات .. تعبير تقليدي جدًا.. ولكن في هذه اللحظة تحديدًا أشعر أن كُل شيء مررت به .. ورغم مرارته كان مُجديًا ..
الآن وقد تصالحت مع كل حماقاتي .. كل ذلّاتي .. كل ما كُنتُ عليه .. الآن وقد تعلّمت أن أُفرق بين يدي اليمنى واليُسرى ..أمتن لكُل ما تعلمته في هذه السنون، أمتن لتلك الرحلة التي تعلمت فيها عني أكثر ما تعلّمت .. أجلس الآن في غرفتي على سريري .. استمع لموسيقاي الكلاسيكية .. أشم رائحة الورود المنبعثة من شمعتى .. يأتيني الضوء من مصدر غير مباشر .. مثلما تمنيت ومثلما كنت أفعل دومًا ..
أشعر أني استطيع أن أتأمّل كل تلك اللحظات التي مرّت دون أن أعيشها حقًا .. أن ألاحق كل تلك الصباحات التي فاتتني .. وأن أتعقب كل أشعة الشمس المستلة من كُل شباك .. لم أكُن أعلم أن على قدماي أن تتألم كُل هذا الألم حتى تَدرُك راحتها .. أُريد أن أُربت على تلك الساق الصغير الوهنة التي تحملت كُل ذلك الركد .. أُريد لهذا القلب أن يمتلئ بكل الهواء .. هو يستحق ذلك .. أريد أن أُسقط عن عقلي حساب الدقائق والساعات .. أُريد أن أُمضيها فيما أُريده حقًا .. لم أعُد أريد أن أنام يا إليزابيث .. أُريد أن أصحى ..
No comments:
Post a Comment