Tuesday, 20 August 2013

لا أهل ولا وطن ..




لم تكُن تدري ماذا تفعل بذاتِها .. أين تذهب .. أين تختبئ .. أين تضع رأسها لتشعُر بالأمان .. كُل ما حولها يُنذِرُ بأن حدثًا جللًا سيحدُث .. حرب أهلية ؟! .. إحتلال خارجي ؟! .. الإثنان معًا ؟! .. لا يوجد فرق .. ففي كل الخيارات سوف تعيش حياة صعبة .. حياة مُهينة .. أو نكفي بأن نصِفها بإنها مُجرد حياة لأُناس يتنفسون .. يأكلون ولكن لا يهنئوا .. يشربون ولا يرتووا .. يناموا ولكن لا يرتاحوا ولم يكُن ما يُفجِعُها من كُل هذا أن تموت .. كانت الحياة في هذِه الظروف ما تُخيفها .. فكرة الاستيقاظ على صوت طلقات الرُصاص .. رؤية الدم في كُل مكان .. دموع الثكالى .. نظرات الأطفال الشريدة .. حالة اللاحياة واللاموت .. رائحة الكربون التي تُعبئ المكان .. كُل هذا كان يُرعِبُها .. هي لم تُعاصِر أي حرب مِن قبل .. قد تكون الحرب شيئًا أسهلُ مِما في تخيُلِها بكثير .. ولكنها لازالت تذكُر أن أكثر الكوابيس التي رأتها طوال خمسة وعِشرون عامًا كانت تتمثل في خيالات عن الحرب .. دبابات وجنود .. طائِرات تقصِف بيتها .. نيران تلتهم الحي الذي تعيشُ فيه .. كانت تقوم على إثر هذِه الكوابيس مفزوعة .. كئيبة .. مُتعجِبة من أن تُراوِدها مثل هذِه الكوابيس التي تُعد بالنسبة لحالة وطنها السياسية لا مجال لتحققها .. عدلت من مكان سريرها الملاصق لحائط مُطل على الشارِع .. كانت تخاف أنا تُباغتهُم غارة على فجأة فيخترق الصاروخ حائطها وتكون أول الضحايا .. " نعم كُل هذا بسبب كابوس " .. لهذا كانت فكرة أن هُناك حرب تلوح في الأُفُق هي بمثابة كابوس عانت مِنهُ لسنين يُأرِق نومها وها هو سيُصبِح واقِعًا تعيشُ فيه ليُنغِص عليها ليلها ونهارها وما تبقى مِن عُمرها ..

لم تكُن تدري أين تفِر بِأحلامِها .. أين يكون سلامها النفسي .. أين تعيش .. أين تأكُل لتهنئ وتشرب لترتوي وتنام لترتاح .. كانت مُحاطة بأسئلة تُهلِكُ عقلها من التفكير .. ماذا يعني الوطن ؟! .. هل هُو المكان الذي ولِدنا ونعيشُ فيه ؟! .. أم المكان الذي ننعم فيه بالسلام الداخلي أينما كان ؟! .. وهل يُمكن أن ننعم بالسلام الداخلي في مكان حملنا إليه الذكريات ولم نصنعها فيه ؟! .. ماذا سيفعل فينا الحنين حين إذٍ ؟! .. فهو سيقودنا حتمًا إما لللامُبالاة التامة أو الاكتئاب المزمن .. وكلتا النتيجتان لا يتحقق فيهما السلام الداخلي .. هل تهرب بكُل مخاوفِها ورغباتها في الحياة إلى مكان أخر ؟! .. أم تُكمل حياتها في المكان الذي ولِدت وتربت فيه ؟! .. كانت تقف مطولًا أمام عبارة " الــوطن ليـس فنـدق لـتغادره عندمـا تسـوء الخـدمة فيه ... " نعم .. إننا يجب أن نكون بجانِبِ أوطاننا في الحربِ كما السِلمِ .. كانت هذه العِبارة تُمثِل الطِفل الذي يشِد أبوه من جِلبابُه فيُثير عطفه ليستبقيه .. كانت تعلم أن وطنها بحاجة لها مثلما هي دومًا بحاجةٍ لهُ ..


وإشتعلت الحرب التي كانت على وشك القيام .. وأُشعِلت النيران في أحلامِ كُلِ الشباب .. كُل أمانيهِم بحياة مُطمئِنة تحطمت على مُقدِمة الرشاشات .. طُبِعَت الحياة بلون واحِد هو السائِدِ بين كُلِ الألوان .. اللون الرمادي .. فالدُخان والطُرُقات، السماوات والأجساد .. كُلها إكتست بنفسِ ذاتِ اللون .. الرمادي .. حتى الكلام والسُكات والحقائِق والتساؤلات التي أصبحت بِلا جوابات .. بلون الرماد .. لمِاذا ؟! .. وإلى متى ؟! لمصلحة من ؟! .. لا إجابة .. ماذا حدث ؟! .. ستسمع أكاذيب .. لا شيء يعني لك أي شيء .. أنتَ بِلا حاضر ولا مُستقبل .. والماضي ذُبِح أمام عينيك .. فأهلك أصدِقائك جيرانك المارة في الطُرقات من عرِفتهُم يومًا .. أي شخص يحمل نفس جنسيتك  إما مات .. أو جُنّ .. أو لم يعُد هذا الشخص الذي كانَهُ مِن قبل .. لا تعرِفهم حين تراهُم وحتى هُم أنفُسِهِم لا يعرِفوا ذاتهُم حين ينظروا في المرآة .. المعالِم طُمِست .. والروح ماتت .. والهوية ضاعت .. كانت تُحاوِل أن تُعزي نفسها بِكُلِ شيئ وأي شيء ربطها يومًا بذلِك المكان .. بأهلها .. بحبيبِها  .. بأصدِقائِها .. بالذكريات .. بالولاء .. بالواجب .. بفخر المُحاربين .. بنشوة الانتصار الذي تنتظِره .. بلذة الثأر .. ولكِن ما مِن خلية بداخِل جسدها تهدأ .. كانت تشعُر بالصُداع في كُل عصب من أعصابِها على حِدي .. وألمِ تُميزهُ في كلُ عظمة مِن عظامِها .. وجرحٍ يَقطُرُ مِن روحِها قبل شرايينِها .. القتلى بالآلاف .. ولكن الموتى بالملايين .. 



رحل كُل من كان يربِطها بِهِ صِلة .. قُتِلوا .. أو فروا إلى حيثُ قد يتبقى من نفسُهم شيئًا مِن ويلاتِ الحرب .. لم يتبقى لها من هذه الدُنيا سوى الحُب .. هذا الحُب الذي كان الجزيرة التي ترسو عليها حين تكون تائهة في بحر عذاباتِها .. لم يكُن يهما الوقت التي تمضيه دون أن تُلحِق إسمه بإسمها .. كل ما كان يهمها أن لا تنتقِل لمرحلة جديدة في هذهِ الظروف البغيضة .. حُبها لأبنائها كان أكبر من أن تُنجبهُم في هذا المكان مجتمِعًا مع هذا الزمان .. وبرغم لهفتِها لأن يضُمها هي وحبيبها بيتٌ واحدٍ إلا أنها كانت مؤمنة أنه برغم استمرار هذهِ الحرب لسنتين إلا أنها ستنتهي يومًا ما عما قريب .. ووقتها ستكون مُستعِدة لبدء حياتها الجديدة .. حياة تجمعها بحبيبها .. حياة تُحِب أن تهِب لها أبنائها .. لكنها كانت أطول نفسًا من حبيبها .. كان يُحِبَها .. ولكن الوضع كان أفظع من أن يُواجهُه أي حُب .. أتصل بصديقة أجنبية لتتزوجه وتنتشلُه من هذا الضياع .. لم تبك .. لم تحزن .. لم تلمه .. كُل ما شعرت بِهِ نحوه إحساسًا بالحِقد .. فقد وجد من يحمي ما تبقى منهُ .. وهي لاتزال هائمة بين دمار شوارِع مدينتِها وإنكسار روحِها .. تُريد أن تنتهي من تلك الحالة .. تُريدُ أن تسكُن روحها .. وتهدأ نفسها .. تودُ لو أنها تستيقِظ يومًا على أي شيء سِوى أصوات الموت .. تودُ أن تجِد وسادة في هذا العالم تستوعِب عقلِها بكُل ما يحمل من أفكار .. 


الهروب .. لم يعُد هُناك مفرٌ مِنهُ .. تتابُع المناظِر من شُباك القِطار صار حُلمها الوحيد .. حلمها الذي خنق أي رغبة أُخرى .. حُلمها الذي معه لم تلُم حبيبها للحظة على تصرُفُه هذا .. هو ليس بِنذل .. هو ضعيف .. والحرب علمتها احترام الضعفاء .. احترام آلامهم .. وطريقة تفكيرهم ذات الطابِع الأُحادي .. نظرًا لأنهم فقدوا الثقة في كُل من حولهم .. وهي الآن ضعيفة .. وتُريد أن تهرب من ذلِك العالم الذي أصبح كُل ما فيه ذكريات .. فهُنا تعيش الذكريات .. وهُناك ستحملها معها .. 

قررت أن ترحل إلى بلد أُخرى .. فيوم موتها مكتوب .. ولكن طريقة حياتها يُمكن أن تُغيرها .. ترحل وتبحث عن حياة جديدة في مكان أخر مجهول بالنسبة لها .. تجد رجُلًا تتزوجه وتُكون أُسرة .. فالكثيرون يأملون في الزواج بلاجئة غريبة .. لا أهل ولا وطن .. وقد تكون ذات حظٍ وافر فتسعد مع زوجها .. وأما إذا كان نصيبها  معُه كباقي أيامها ستقول " وفيها إيه .. ما هو إشتراني بميتين جنيه " .






Friday, 9 August 2013

المزيج العميق ..

ليس لديّ أي تصور أو طريقة للتعبير عن شكل عِلاقة الرجُل بالمرأة التي يُريدها أبناء جيلي .. لا .. حتى ما أُريدُه أنا شخصيًا .. إنها شكل للعِلاقة مُعقد جِدًا .. ولم يُعرَف من قبل .. فأكثرنا يكره الزواج .. نعم يكرهه .. ليس فقط الزواج .. الخطوبة .. أو ما دون ذلِك مِن عِلاقات إنسانية بين الرجُل والمرأة من صداقة وحُب وزمالة والتي أصبح يعترِف بِهما المُجتمع على مضض .. نحنُ لا نكره العلاقات فقط .. نكره فِكرة الارتباط في العموم .. كرهنا قيدَهُ .. وكرِهنا التعوُّد والفقد .. كرهنا الخيانة .. وكرهنا المسؤولية .. لم يعُد أي شيء يُغرينا أن ندخُل تِلك المصيدة .. فكُل ما حولنا يحول بِنا دون الوقوع في ذلِك الشِرْك .. فالمتزوجون مُملون حد الملل .. فكُل من نعرفهُم من المتزوِجون صِرنا لا نستمتع بحديثهُم أو حتى نطيق مُجالستِهِم .. " حتى آبائنا .. نخالهُم أكثَر ظُرفًا وطُرفة قبل أن يُنجِبونا " .. ليس فقط كلامهُم بل روتينية حياتهُم .. أن تظل مع هذا الشخص مُدة طويلة .. يأخُد منك ويُعطيك .. تُصبِح جُزءًا لا يتجزء منهُ .. ودون أن تدري تتغير طِباعك وملامِحَك وأهلك وأصدقائك وتُصبِحوا وجهان لعُملة واحِدة .. الزواج تِلك البطيخة التي لا تعرف عِند فتحها هل ستكون جيدة جميلة رطِبة تُسعِد نهارك في حر أغسطُس .. أم ستكون بلا طعم أو لون .. ولن تُحْرَم من مُتعتها فقط .. بل ستأخُذ مِنك بهجتك ولهفة انتظارك وشغفك بالمجهول .. وفِكرة أن تصير حياتنا مثل المتزوجين هي الفِكرة الأحزن على الاطلاق .. كما أن كُل الظروف من حولنا تُصيبك بحالة من الهلع من أن يكون مُستبقلك في بلد اللا وطن هذِهِ .. كُل الظروف تمنعك من أن تُكوِّن أُسرة وأن يكون لك أولاد يعيشوا نفس واقِعَك المؤلِم .. أما الارتباط .. فارتباطنا بكُل شيء وتعودِنا عليه ثُم فقدُه .. أو إكتشاف عدم مُلائمتُه .. أو شعورنا بِه كقيد حول رِقابنا .. أو مرض بعض الشخصيات .. وحُبهم للتملُك .. أو حُبهم للظهور .. وأنانيتهم المُفرِطة .. ساديتهم أو السبب الأهم والأكثر انتشارًا على الإطلاق .. الملل يا سادة .. قاتِل العِلاقات ومُفرِّق الجماعات .. مُهلِك كُل جميل .. كُل ذلِك يجعل من الارتباط شيء لا يُستساغ .. حتى ارتباطنا بأهلِنا .. بأصدِقائِنا .. بجيرانِنا .. بكِتابِنا المُفضَّل .. أو حتى المِقلَمة التي قضينا بِها طفولتِنا .. الارتباط يُزيد الخوف ويُضاعِف الوَجَع ..
إذا حياة بلا زواج وبِلا ارتباط وبِلا عِلاقات هي هدفُنا ؟! .. 
لا ليست هي ما نُريد .. فالشعور أنك قد تموت وحيدًا في مكان ما ناءٍ وبعيد هي فِكرة تقتُلك مئات المرّات في اليوم .. نحنُ نتزوج ونرتبِط ونتحمل كُل هذِه السخافات من أجل ألا نموت وحدنا في العراء العاطِفي .. من أجل الطبطبة .. والحُضن والدفِء .. حتى الأولاد ليسوا المُحرِّك الغريزي في عِلاقة الرجُل والمرأة .. حتى الجِنس يفقِد معناه من دون ذلِك النبيذ الساحر المُعتِّق الذي يُدعى الحُب .. أنهُ التكامُل .. إنهُ الحُب .. إنها السكينة .. إنها عِلاقة أزلية بين الضِلع والرحِم .. البيت يا حضرات .. البيت !
أصبحنا نُريد جمال وحميمية الحُب والبقاء في حرم من تُحِب إلى أبد الآبدين .. ونكره الزواج والارتباط والمسؤولية والفقد والتملُك والسيطرة وتلك الأمراض التي تنشأ عن الملل والغيرة وحُب الذات .. 
نُريد ذلِك المزيج العميق .. الذي ليس لهُ وجود .. نُريد أن نصنعُه نحنُ .. نُريد أن تكون هذِهِ العِلاقة والحالة هي حالة فريدة بِنا .. حالة تُعبِّر عنا وعن حياتنا واحتياجاتِنا .. تُرى هل سنصِل لتِلك الحالة أم سنضيع في ملل الارتباط أو ويلات الوحدة ؟! ..


Saturday, 3 August 2013

عابر طريق ..

قالي عدّي وما تخافيش .. 
كنت ماشية في الشارع على الرصيف وكان جيّ عكسي شابين ماشيين .. شكلهم عادي يعني .. شبه أخويا وأخوكي وأخو مراتك .. وعشان أعدي كان لازم حد ييجي على جنب .. وعادةً البنت هي اللي بتيجي على جنب .. ودا في الغالب بيكون نابع من خوف .. بتتحامى في الحيطة مثلًا عشان ظِل الراجل ساعات بتكون إيديه طويلة حبتين .. الشاب عمل حركة غريبة جدًا .. جه هو على جنب وقالي " عدّي وما تخافيش " .. الفكرة مش في الكلمة .. نبرة صوته كان فيها نفس وقع جملة " السَّلَامُ عَلَيكُم " .. كأنه بيبرأ نفسه من مواقف مشابهة كتير .. أو كأنه مش بيقولهالي أنا بس .. دا بيقولها لكل بنت حس إنها كانت خايفة وهي ماشية .. كأنه بيدافع عني ويقولي يلعن أبو اللي خلاكي تخافي كدا .. متخافيش دي حسيتها مش بيقولهالي بس في الموقف دا .. لأ متخافيش النهاردة وبكرة وبعده .. متخافيش كُل يوم .. وما يهمكيش أي حد .. حسيت كمان إني كان نفسي أسجلها عشان أسمعها مثلًا بعد ما أخُد قرار ومش عارفة أنفذه إزاي .. أو وأنا مكتئبة مثلًا أسمعها فأنسى سبب إكتئابي وأعدي وأبطل أخاف .. أو وأنا رايحة مقابلة شغل ومش عارفة حيكون مصيرها إيه .. أو وأنا داخلة أو خارجة في علاقة مع حد ومش عارفة إيه اللي هيحصل .. أو ممكن كمان لما حد يضايقني فأعدي الموقف وأنساه وما أخافش أتعامل مع الناس تاني .. وأكمل حياتي وما تقفش على حد .. الكلمتين رغم بساطتهم بس فيهم بلاغة ودفء وطبطبة محستهاش في كلام كتير بيتقال وبيبقى في الأخر مالوش معنى .. حاضر حعدّي وحاضر مش حخاف يا إسمك إيه ياللي معرفش حتى شكلك .. 


Friday, 2 August 2013

المنبه ..

الحقيقة أول مرة أكتب وأنا مش عايزة أكتب .. أو بمعنى أصح معنديش حاجة أقولها .. بس أنا بكلم نفسي كتير جدًا .. والناس بدأت تقفشني بضحك وأنا قاعدة لوحدي ودا بيكون مش بسبب إني إفتكرت حاجة لا دا بسبب إني ألفت كلام وضحكت عليه .. 
طب وليه ما أكتبش الكلام اللي بيني وبين نفسي دا وأسجله حتى لو مش حوريه لحد .. يمكن ييجي يوم وحد يحب يقراه .. أو يمكن حد يقراه ويحبه .. أو يمكن يكون كلامي مع نفسي بالكتابة يكون سبب في تحسين إسلوبي أكتر وينفعني بعد كدا .. أخدت القرار دا كمان بُناءًا على إصرار صديق كُل كام يوم يسألني كتبتي حاجة جديدة ولا لأ .. على قد ما بيفرحني إنه مستني مني جديد .. على قد ما بيزعلني عشان مكتبتش حاجة .. أحلى إحساس بحسه بعد ما أخلص كتابة حاجة جديدة وحد يقراها ويقولي إنها كويسة .. أو إنها عجبته .. بحس إني عايشة .. بحس إني أنا .. زمان كُنت بكتب أكتر من كدا بكتيييير .. أنا حتى كنت بكلم ربنا بالكتابة .. فيه فترة في حياتي عدّت عليّا كنت مكتئبة جدًا .. وبعدت عن الكتابة .. بعدت عن كُل حاجة .. نسيت نفسي .. أه والله حرفيًا نسيت نفسي .. مكنتش بعمل إي حاجة .. خمس سنين .. من وأنا عندي 14 سنة لحد 19 سنة .. فترة في وقت حرج جدًا في تكوين الشخصية .. وقفت كتابة .. وقفت إكتشافي لذاتي .. وقفت أفرح .. وقفت أهتم .. وقفت أحس .. عشان كدا تقريبًا عندي تأخُر في حياتي كبير جدًا .. تأخُر في نُضج المشاعر بالذات .. أنا مراهقة عندها 23 سنة يا سادة !! .. لحد ما حصلت حاجة ما كانتش حلوة جدًا الحقيقة بس كانت بمثابة مش صدمة ولا ضربة ألم .. نقدر نقول صوت المنبه اللي بتصحى عليه الصُبح .. إصحييييييييييي !! فوقي .. الله ! دا الناس عايشين أهو ! الله ! .. دول بيتحركوا كمان .. دا في حاجة إسمها إحساس !! .. وفي حاجة إسمها فَرْح .. دا في إله فوق بيسمعنا " أيوه كُنت فقدت إحساسي حتى بربنا " .. والصراحة المنبه كان مفعول ضربتين في الراس ورا بعض .. ضربه صحّت إحساسي بربنا .. والضربة التانية صحّت تلك المُضغة يسارًا .. الضربتين ماديًا ما إستفدتش منهم إي حاجة .. لكن معنويًا رجعوني لربنا ورجعوني للكتابة .. أنا سعيدة بالمنبه جدًا .. رغم الصُداع اللي عملهولي .. بس الحقيقة لحقني قبل ما يفوت المعاد .. كُلنا في حياتنا منبهات .. بتصحينا .. بتقولنا إوعوا المعاد يفوتكم .. بتوجهنا للوقت .. بتقولنا ما تضيعوش عمركم في حاجة واحدة .. في دُنيا تانية مستنياكم .. إصحوا .. عيشوا ..