Sunday, 14 October 2012

يَدى لا تَزال مقبوضة ..


مِش جُرأه يعنى إنى أتكلم فى حاجة زى دى ... الجُرأة إنها تحدُث من الأساس .. عايزين تِعرفوا ؟؟

المشهد الأول : فتاة فى التاسعة عشر من عُمرها .. خِبرتها فى الحياة تقتصر على إن الناس طيبون كطيبة أُمِها .. و قلبهم أبيض كقلب أبيها , و لا يتَوانوا فى فعل الخير كأخيها .. حجمها ضئيل . لا يعتقد من يراها أنها تجاوزت الثالثة عشر و أى ضحية أطيب من ذلك ؟!! " صغيرة وساذجة "  
فى طريقها للجامعة إستقلت ميكروباص و جلست فى أخِره ..بعدما ركَبت بقليل جاء راكِب أخر و جلس بجانبها .. طبيعى .. لم تكُن تعلم إنه صنفٌ من البشر ستتعرف عليه بعد دقائق .. لم تكُن تعلم إنها ستتغير مفاهيمها عن الحياة .. بعد دقائق بدأت تشعُر بيد تجذبها من ساقها لتلصِقها بساق الجالس بجانبها .. تنظُر إليه تَجِدهُ جالس فى هُدوء واضعا حقيبة مكتب بالطول على ساقه المجاورة لها و يده عليها .. كيف ليد أن تَلصِق ساقه بساقها و يده على الحقيبة .. كُفى عن الأوهام و إبعدى ساقك عنُه فى صمت إنها فقط إثر رج الميكروباص .. و لكِن هُناك يَد تُعاود و تجذب ساقها لساقه .... يداه مازالت على الحقيبة .. بدأت الفتاة تتوتر .. و بدأ جسدها يُنمل .. بدأت تشعُر بوحده .. و غُربة .. بدأت تشعُر بإستسلام حتى مع محاولاتها إبعاد ساقها عن ساقه و هى لا تعلم كيف يَحدُث ذلك .. و ما هذه اليد الخفية التى تُلصِقهما ببعض .. لا تستطيع إتهامه .. و لا تستطيع أن توقف دموعِها التى بدأت بالتسلل على خديها .. لا تعلم لِماذا لا تعلم ما هذهِ اليد الخفية .. لا تعلم ما هذهِ الوحشة التى إستوطنت قلبها فجأة .. لم تَعُد تستطيع تحمُل جذب ساقها لساقه .. و لم تَعُد فِكرة أن يده على حقيبته تُقنعها أنها لا تستطيع أن توجه إليه أصابع الإتهام .. بدأت فى فِهم ما حولها .. ساقاه طويلتاه .. و كذلك يداه .. رغم ذِراعه الكائن على حقيبته فى هِدوء .. فيداه الأُخرى تستل من تحت ساقه لتجذب ساقها و تُلصِقها فى ساقه .. نظرت لهُ نظرة غزالة يفترسها أسد .. و لكنها ليست بضعف الغزالة .. صرخت فى وجهه و طالبته بالنزول من الميكروباص . لم تسطتع أن توقف دِموعها بعدما إحتقرت سذاجتها و هَبلهَا . النهاية ؟؟ .. إنتظروا ..

المشهد الثانى : ثلات فتيات فى التاسعة عشر من عُمرِهُم "بينهم بطلة المشهد الأول " .. خَرجن من كُليتهن بعد يوم دراسى شاق و جلسن فى محطة الترام فى إنتظارها .. المحطة ليس بِها سواهن .. و كونهن وجدن ما يجلسن عليه هذا ظَفرٌ بعينه .. دقيقتين و وقف بجانبهن رجُل .. يدعو للريبة .. ولكن من سيكون .. حرامى ؟! .. ليس معهُن شىء ليُسرق .. تلفُت الرجُل حول نفسه أثار ريبتهن و لكن جلوس شابان بالمقعد الذى بجانبهن طمئنهن .. ظللن جالسين .. و بدأت المحطة تزدحم و بدأ الرجُل فى إظهار ما يَستُر بِنطاله .. ذُهِلت الفتيات و تيبست أرجُلهم .. لم يستطعن القيام .. أقدامِهُن صارت كالتماثيل بلا حِراك " اللعنة على الأدرينالين " كل ما إستطاعن فِعلُه هو إبعاد وجوههن الناحية الأُخرى .. و لكِن هيهات لذلك الحيوان أن يَكُف .. وبدأ يُتمتم فى كلِمات لا يفهَموها و بدأن فى النظر لمن  حولهُن فى نظرات إستغاثة .. و لكِن هيهات لإحدٍ أن يرحمهن من عذابهم و يُبعِده .. و الأدرينالين اللعين أفقدهم الحِراك و الكلام .. فقط كُن فى إنتظار رحمة  الله .. مرت الدقائق طويلة .. لم يعرفن أهذا ما شعرن بِهِ أم إنها كانت كذلك فِعلا .. و لكِنها كانت دقائق كافية لِتمتلىء المحطة بالمُنتظرين .. و لكن هيهات لِرحمة تحِل فى قلوب أحدهم .. حتى نزلت رحمة الله مُتمثله فى صفير الترام الذى أبعده عن جانبهن و هُن لا يتمالكن أعصابهن .. جرين ليركبن الترام و بدأن فى البُكاء بِها و الرُكاب الذين شاهدوا الموقف يُطبطِبوا عليهن و هن ينظُرن لهُن فى إستنكار .. الآن ؟؟ .. أين كُنتُم عندما كانت عيوننا تصرُخ فى إستغاثة وأنتم تعلمون ما بِنا ولا تُبالوا .. مرت أيام رَهِبَت الفتيات رُكوب التِرام .. و لكن ما لهُن سِواها .. و لكِنهن كُن أكثر حذرا .. كانوا يُراقِبن المحطة قبل أن يقِفن فيها .. و فى يوم في طريقهن للمحطة وجدن هذا المريض على المحطة .. هَرعن إلى ظابط المرور و قالوا له أن هُناك من يقوم بأفعال خادشة للحياء على المحطة .. عِندما رأى هذا الحيوان الظابط قادم إلى المحطة جرى و جرى وراءه الظابط .. لا أعلم ماذا حدث ذلك اليوم سوى إنهن دخلن المحطة فى فخر و فرحة إنتصار ليجدوا أن بالمحطة تعُج بالذكور الذين لم يقوموا بأى شىء ليُردِعوا هذا النجِس .. و بعدها بأيام قرأت بطلة المشهدين خبر فى الجريدة " القبض على مجموعة من المُنحرفين يقوموا بأفعال خادشة للحياء على محطة ترام الشاطبى " .. كانت فرحتها لا توصف فهى شاركت فى القبض عليه 
نهاية سعيدة أليس كذلك ؟؟ .. إنتظروا 

المشهد الثالث : فتاة فى الثانية و العشرين من عُمرها .. تعلم أن الرجال قد ماتوا بالحرب .. و لا تمتلك الثقة فى أى ذكر .. تتوقع الغدر من أى مار بجانِبها .. ذلِك بعد أن قضت أشهُر طوال تُفكر بإن الرجال لا تُفكر سوى بنصفِها السُفلى و يستخدموا باقى حواسهم فى إشباع ذلك ..فتاة كانت من قبل صغيرة و ساذجة .لم تكُن الحادِثان الذى تعرضت لهُم سوى تحطيم لنفسيتها لشهور طويلة .. أصبحت تجلس فى الميكروباص وهى تتلفت كُل ثانية حولها و تشعُر بأيادى كاذِبة تُلامس جسدها و كأن ما حدث سبب لها وِسواس قهرى ... لكِنها الآن تمشى و يداها مقبوضة فى وضع تحفُز .. فى وضع دِفاع .. لن تَترُك أحدا يلمس جسدها الضئيل الذى يُشجع أى نجس أن يُضايقها رغم أن لِبسها واسع و يستُرها و ذلك تحت شِعار " عيلة و مش حتنطق " ..  هى الآن تعلم أن من يُضايقها هو أحد دعت عليه أمه فى ساعة إجابة عِند الحرم .. لأنها سوف تفضحه و تصرُخ فى وجهه ذلك بعد أن تُعطيه نصيبه بيدها المقبوضه .. أصبحت تعلم أين تضربه جيدا .. أصبحت لا تخاف .. يدُها المقبوضه تُطمئِنها  دائما و ليس مَن حولها مِن ناس 

هذهِ هى النهاية 


No comments:

Post a Comment