Sunday, 8 December 2013

أنا بنت مين يا دادا ؟!

تجلِس لتُتابِع فيلم على أحد القنوات، بالكاد طولها يبلُغ كَتِف أُمها، لا تحتاج لحساب عُمرها لأكثر من ثلاث كفوف، يبدأ الفيلم، وما أن تشتعِل الأحداث حتى يقع البطل في غرام البطلة الحسناء ويهيموا في الدروب والطُرُقات، تارة يُغازِلُها تحت شجرةٍ وارِفةِ الأوراق، وتارة أُخرى يحتضِنُها بينما يسيروا على الكورنيش، وينتهي الفيلم طبعًا بزواج الأبطال، نهاية سعيدة غير منطقية بالتأكيد، إنهُ الحُب وسِحره أعِزائي
تسهر لياليها تحلم بالحُب وبالحبيب، تتخيل نفسها في كُل مشهد من مشاهد الفيلم الرومانسية، تشتعِل بالحماسة لتُجرِّب نفس الإحساس، تنتظِر بينما تُشاهِد صديقاتِها من حولها ينعمن بمس الحُب.
لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له.
البطلة تستقِل عن حياة أهلها في سن الثامنة عشر، تُعمل نادِلة في مطعم، تؤسس غُرفة غاية في الجمال والبساطة تدُل على عظمة مهندس الديكور الذي إختارهُ المُخرج ليُصمم تفاصيل الفيلم، تلتحِق البطلة بالجامِعة، تدرس ما تُحب، تتعرف بشاب وتُحِبُه وتنتقِل لتعيش معُه، تتخرج من الجامعة تعمل في وظيفة مرموقة تتزوج هي وحبيبها، يُسدل السِتار، تصفيق حاد، كم أنتِ عظيمة يا هوليوود.

تكبر وتلتحِق بالجامعة لتسمتِع إلى قصص أساتذتها العظيمات وكُلًا منهُن تحكي قصة كِفاحها وعيشها في بلد أوروبي وحدها حتى تحصُل على شهادة الدكتوراه وكيف كانت قوية بالقدر الذي تستطيع معُه أن تعيش بمُفردها في بلد غريب وتكررت القصة مع زميلاتِها اللاتي أصبحن مُعيدات اليوم وأساتذة المُستقبل.
  الست من بيت أبوها لبيت جوزها عالقبر على طول

إعلانان لنفس مسحوق الغسيل يتم عرضهم على التوالي، الأول البطلة مُحجبة، الإعلان موجه لسيدات الطبقة الفقيرة وعامة الشعب، الإعلان الأخر البطلة ذات شعر كستنائي لامع مسدول على الكتفين تتحدث مُخاطِبة سيدات المُجتمع الراقي.
 الحجاب فريضة على كل مسلمة.
إلمسني خليني أكون متأكِدة ..
لازم يكون فيه حدود بين الراجل والست حتى وهما مخطوبين مع إن الخطيب لو كان يعرف خطيبته قبل الخطوبة عيب يلمسها بس في الخطوبة ممكن يبوسها عادي وقُدام كُل الناس مع إن في الحالتين حرام.
راجل بالنسبالي يعني تيمور وأي راجل تاني ما يبقاش راجل 
أحضنيني لو الغرام ممنوع .. 
هوّن يا رب ..
الفنانة ------- تُصرح بعد خلعها الحجاب وعودتها للساحة الفنية أن الحجاب هو حجاب القلب وليس حجاب الشعر.
أصل الحجاب دا ثقافة، ما ينفعش تبقى زوجة رئيس الجمهورية محجبة عشان تعرف تستقبل رؤوساء البلاد التانية.

تُقرر إرتداء الحجاب بعد إنتشاره في أوساط المراهِقات، لم تستمع لشريط عمرو خالد ولم تُرهِبها أحداهن من عذاب النار، سألها حبيبها " هل ستصومين رمضان هذا العام كطفلة أم كآنسة كبيرة " .. لم تستطع سوى أن تُلبي أمرَهُ بإرتدائها الحجاب. رغم كُرهها لهُ وعدم إقتناعِها بِه. نعم إرتدتُه من أجلِه فقط.
وبعد مرور سنوات، موظفات الإستقبال في كُبرى الشرِكات غير مُحجبات، محاسِبات البنوك غير مُحجبات، الإعلاميات، الصحفيات، سيدات المجتمع " الراقي " غير محجبات " .
الحجاب فريضة على كل مسلمة.
تقف أمام أمها، تبتلع ريقها، تجهر بِها، " أُريد خلع الحجاب " 
....
لإني لا أجِد نفسي فيه، لم أكُن أُحِبُه، وكُنت صغيرة عِندما إتخذت قرار إرتداؤه.
لستِ إبنتي إذا فعلتي هذا ..
........
تظل رغبة خلع الحجاب بداخلها رغم تنشئتها على أن الحجاب فريضة رغم كونها غير مُتأكِدة من قُدرتها على خلع الحجاب إذا سمحت لها الأُم.
مؤمنة بأنها يجب أن تحتفظ بحقوق زوجها كاملة، بداية من " أُحِبَك " وحتى ما شاء الله، لا تُريد أن تُسمِع غيرَهُ كلامًا معسولًا ولا أن تخرُج مع أحدًا قبلَهُ، تربّت على ذلِك، عقلها يقولُ لها ذلِك، مشاهد الأفلام الرومانسية تسكُن قلبها، هي ليست رومانسية، ولكن كُل فتاة تبحث على كلمات وجنون حُبٍ يُرضي أُنوثتها، عندما سنحت لها الفُرصة وظهر في حياتها الشخص الذي شَعُرت معُهُ أنهُ يُمكِنُها أن تطمئِنَ لُه، كانت تودُ لو أنها تخرُج معَهُ وتملأ الفضاء بغرامياتِهم المُرهفة وتعيش كُل المشاهِد الرومانسية التي حلمت بها، ولكنها في كُل مرة كان يحاوِل مسك يدها كانت تشعُر بمخيط من حديد يمسها، كانت تستعِر من نار تناقُدِها، تُريد أن تعيش الحُب وكُلما أقتربت إزدادت إبتعادًا تحت تأثير واعِزٍ ديني.
لم تطء فكرة الاستقلال عن الأهل عقل أكثر فتايات العائِلة إنفتحاحًا، حتى صديقاتِها ذوات الفساتين التي ترتفِع عن الرُكبة بشبرين، واللاتي يسهرن مع الشباب في الحانات كُن يصِفنها بالجنون والتهور بأنها تُريد ترك المنزل والاستقلال في بيت بمفردها، لم تعرف من أين أتت بهذِهِ الفكرة، ولكن ما أن شَعُرَت بأنها لم تعُد قادرة على مواصلة العيش مع أهلها ولا تُريد الارتباط بأول خاطِب يتقدم لها " لتتمكن من الخلاص مما لا ترغب فيه في منزل أسرتها بغض النظر عن المتاعب التي قد تجنيها من سوء الاختيار" ، بهذِه السهولة خطرت الفكرة على بالِها، لم تكُن تعرِف كيف لمن هن في تربيتِها أن يأتين بمثل هذا التفكير.
لم تعرِف أبدًا سلوكياتِها هي نتاج من ؟! .. هذا الانفتاح الشديد في أفكارها بالرغم من الانغلاق والتديُن اللذين تربّت عليهم وبالرغم من أنهُ قابع داخل عقلها فقط ولا تستطيع اظهاره، حُبها للفن وللأدب وللثقافة، تطلُّعها على كُل ما هو جديد، تقبُّلِها لكُل المُختلِفين عنها، فلديها أصدقاء من بلاد ولُغات وأديات مُختلِفة، حتى من الهندوس والبوذيين، تحترِم أفكار المُلحدين وحقوق المثليين، ليس لديها ما يجعلها تنطوي على ثقافتِها وتتوحد مع نفسها تتقبَّل كُل الأفكار مهما كانت درجة غرابتها، تُلهمها كُل أشكال العلاقات وتتفهمها، ومع ذلك لم تستطع أن تسعد " بالطريقة التي طالما حلُمت بها " مع الشخص الوحيد الذي شَعُرت معُه بالطمأنينة والارتياح بسبب تربيتها.

كلما تذكّرت حِرص أُمها على ألا تُصادِق أي شاب، وعلى مُراجعة ما تُشاهِدُه في التلفزيون " كُلما تواجدت "، إختيارها لصديقاتِها بعناية وتاكُدِها أنهُن ذواتِ أصلٍ طيب وحسنات المنشأ، محاولاتها المُستميتة على أن تكون مُلتزِمة في كُل شيء، أن تُحِب العِلم فقط وتنبُذ كُل ما هو غير ذلِك، إعادة الأحاديث والآيات القُرآنية دومًا على مسامعها، لا تعرف بعدها من أين أتت بكل هذهِ النبؤات الجديدة، من أين تسرب ذلِك الذي صنع الاختلاف إلى مخها، كيف أصبحت لا تستطيع أن تُبدي إعجابًا بشيء وتُشارِكها أمها نفس الاعجاب كيف أصبحت بعيدة هذا البُعد ووحيدة هكذا، لا يُضايقها الاختلاف قدر ما تقتلها الوحدة والتناقُض، كانت نصف قديسة ونصف ظالمة لنفسها، نصف تظُن أنهُ يؤهلها لجنة الخُلد، والنصف الأخر يبدو أنُه سيقودها للجحيم،حاولت أن تتقبل ذاتها هكذا ولكن التناقُض والازدواجية سوف يودوا بعقلها لهوة مُظلِمة،كانت ترى بعين الشيوخ وهم ويشوحون بأيديهم ترهيبًا، وبالعين الأُخرى ترى لوحات العظيم كلود مونيه، تسمع بأُذُن صرخات تعلو المنابر، وبالأذن الأخرى تسمتع للشيخ محمد رفعت وفيروز في صباحياتهِا المُميزة، غُرفتين في قلبِها يُخبِراها " أن الله غفورٌ رحيم " والغُرفتين الأخُرتين يُحدِثاها " أن الله شديدُ العُقاب"  ولأنُ لها لسانًا واحدًا، كانت تتعثر حينما تنطق فلا تنطق أبدًا، كان يُعذبها هذا التقبُّل والتفهُّم لكُل ما لم تتربى عليه ولم تتعلمهُ في صُغرها يومًا، يُعذبها لأن الطبع يغلب التطبُّع ولم يعُد بإمكانِها الاستمرار في الطبع ولا لديها الحُرّية الكافية للتطبُّع كيف أصبحتُ هكذا،
" أنا بنت مين يا دادا ؟!!!!



















 

Wednesday, 4 December 2013

ترفّقوا

رفقًا بقلب أوجعهُ الإنقباض داخِل قفصٍ من عِظام يحجُب عنهُ الشمس والأفراح .. 
رفقًا بعينٍ أحرقتها الدموع .. وتأبى أن تُطبِق أجفانها خوفًا من مزيدٍ مِن الكوابيس ..
رفقًا بيدٍ أنهكها الإرتعاش .. تبغى الطمئنينة فيعفاها الإرتياح ..
رفقًا بأنفاسٍ تُشهقُ غصبًا .. وتُزفَرُ وما مِن خلاص ..
ودماءٍ تجري بشرايينٍ مُرهقةً من فرط الأدرينالين ..
وروحٍ مُعذبةٍ .. مُعلقةً بين آلامٍ وأملٍ ..
وقدمين ضلّوا خطاويهم .. أما من هادٍ أو حتى طريقٍ ؟!
رِفقًا بأيامٍ تمُرّ وأنت لست حاضِرها ..
رفقًا بأبدانٍ أعياها الشوقُ والسهر والفُراق والتمنّي ..
رفقًا بي يا أقرِب الناسُ لي ..




Friday, 22 November 2013

ما بين كدا و كدا ..

يا أم الجليب الطيب ..
يا أم الجليب الصافي ..
إنتِ أطيب واحدة في الدُنيا ..
يا بنت الكلب ..
إنتِ عبيطة وهبلة ..
إنتِ أكتر واحدة مش مبتذلة ..
إنتِ مجنونة ..
إنتِ طيبة وأنا بحبك بحبك بحبك  ..
من كُتر ما إنتِ كويسة أنا بستغرب إن بيحصل معاكي كدا ..
إنتِ أعقل واحدة عرفتها وهبعتلك أختي تتعلِّم منك ..
إنتِ مخك كبير ..
نفسي تعقلي قبل ما أموت ..
بحب أتكلم معاكي عشان مش تافهة ..
إنتِ مش زي البنات اللي في سنِّك ..
بطّلي الصراصير اللي في دماغِك ..
بحبك يا مرامي ..
كُل سنة وإنتِ .. مُختلِفة ..
إنتِ فرحة عُمري ..
إنتِ أخبث بني أدمة عرفتها في حياتي ..
طيبة إيه دا خُبث ..
بتتمسكني لحد ما تتمكني ..
إنتِ شيطان ..
هكسرلِك عندِك دا ..
هو عنده حق .. ما غلطش معاكي في حاجة .. 
ربي إصرف عنّي من يُظِهر محبتي وفي داخلِه كل خبيث ..
كان عندها حق لمّا قالتلك إنك خبيثة ..
طمنيني عليكي ..
فين مرام ؟!
هي مرام هتفضل مُختفية كدا كتير ..
إنتِ خُنتي ثقتي فيكي ..
أنا وثقت فيكي أكتر من اللازم عشان كدا جرحتيني أكتر من اللازم ..
إنتِ جزمة وحيوانة ..
إنتِ صعلوكة ..
إنتِ كذابة ..
بطلي تمثيل بقى ..
دموع تماسيح ..
بلاش الشغل الرخيص دا  ..
كُل اللي ما حبّوكيش دول ربنا نجاهم منِّك ..
أنا ما عنديش طاقة لعندك ..
أنا مش عايز أعرفِك تاني .. إنتِ من طريق وأنا من طريق ..
هتفضل فرحة عُمري  .. 

Thursday, 21 November 2013

بكتب

وأرجع تاني وأقولك ريَّحني الله يخليك .. عشان المركب تقدر تمشي بيّا وبيك ..
هي بـ"الراحة" بس تقدر المركب تمشي ؟!
الراحة كفاية ؟!
طب هي الراحة بتتضمّن الأمان وعدم الخوف ؟!
أنا نفسي ما أخافش .. نفسي تصرفاتي ما تصدرش عن أي نوع من الخوف ..
بس الخوف كُل يوم بيزيد .. والجهل يوم عن يوم بيكبر ..
الوقت قُليل والأيام بتمُر .. 
أنا مشاكلي من عشر سنين هيّ هيّ ..
أكيد العيب فيّا .. عايزة أبطّل أخاف ..
أنا كُل حاجة غير اللي كُنتها وأنا صُغيرة .. 
الناس اللي جوّايا كتير أوي .. 
ملخبطنّي .. مخلينّي مش عارفة أنا مين فيهم .. 
هكتب .. وهكتب وهكتب .. 
لا عُمرُه خلّى القلب يفرّح فرحة بجد .. ولا عُمرُه خلّى حد يطمِّن لحد ..
لقيتها مكتوبة على قصاصة ورق كتبتها تقريبًا من 8 سنين .. ولسة بكتبها ..
هزرع نبتة ياسمين مُقدسة .. الأغصان عليّا تميل .. تمسحلي في دمعة عيني .. 
إنتِ ليه دايمًا بتكتبي عن بنات عندهم مشاكل ؟!
:)



مواقِف

قالت لأُمِها : أُريد أن لا أتزوج في منزل مُكتمِل التأسيس .. أن يتبقّى الكثير بعد إتمام الزفاف .. أُريد أن أُبقي أشياء لنفعلها سويًا .. بعض الأهداف الصغيرة التي يمكِن أن نتحِد من أجل إتمامها .. بعض الإثارة .. بهجات صغيرة مؤجلة .. ننهل منها كُل فترة عِندما نُشتري شيئًا جديدًا .. إستكمال كُل شيء لهو أمر مُملِ .. الكمال يُثير في نفسي التقزُز .. يُشعرني أننا آليين .. أُريد أنا أحيا كإنسان.
الأم : إصمِتي ولا تُخبري أحدًا بذلِك حتى لا يظِنُ بِك الظنون .. أو حتى لا يُفكِر أحدهُم أنكِ لا تجدي من يتزوجِك.

خيالات عن الوفاة

كل شيء يسير نحو النهاية .. النهاية التي توقعتها وأحسستها مُنذُ سنين .. سألقى حتفي وحيدة .. في مكان موحِش .. يملؤه التراب .. سيعرفون بموتي من رائحة التعفُن الصادِرة من المكان .. لا مُشيعين ولا مُعزيين .. لن يكون هُناك عزاء .. سأعيش قبلها سنوات في منزل ما .. لا أعلم منزل من .. منزلي بالتأكيد .. سأُضيع قبلها كُل فُرصة .. ولن أُبقى على أملٍ واحد في شِفاء من أمراض العقل والروح التي ستلِم بي .. سأقطع كُل من يصلِني .. سأكون عجوز أشعث .. مجنونة تهذي كُل حين .. تعيسة مثلما أنا الآن .. مثلما كُنت دائمًا .. قلبي وعقلي لم يعرفوا الراحة أبدًا .. ولن .. كيف والكَبَد مصير بني آدم أجمعين ؟! .. 

العبث كمان وكمان

كُنتُ أشعُرُ يومها أن صدري قد ثُقِب ؟! .. لم يكُن ثُقب .. كان أكبر .. كُنتُ أسمع الهواء يُصفِّر وهو يمُر من ظهري خارِجًا من صدري .. إصطكاك الهواء بإضلُعي كان يُحدِث جلبة .. نوعٌ أخر من الخوف لم أعهدُهُ من قبل .. نوعٌ جديد يتملكني ويكادُ يفتِكُ بي .. لا أستطيع الصمود أمام تِلك العواصِف التي تعصِفُ بجوانبي .. كم أحتاج لتِلك الأشعة الشمسية أن تخترِق روحي وتُدفِئُها .. أحتاج الهُدى .. فضياعي ليس لُه حدود .. أما لي مِن دليلٍ يُرشِدَني ؟! .. أما آن لِهذا العقلُ أن يتعقَّل ؟! .. ألم يسمع بعد عن الحِكمة ؟! .. ألا يعرِف أن هذا الجنون لم يجلِب لُه سوى الضلال ؟! .. ألا تعرِف أنك أنت من جعلتني لا أُحتَمَل ؟! .. إضطرابك أنت وقلبي .. جنوحك عن الواقع وميلك للخيال .. أتعرِف ما مصيرك ؟! .. الوِحدة والعذاب أبد الآبدين .. لن يُحِبك أحد .. ستظل مبوذًا طوال العُمر .. 

Dalida's suicide note
أعذروني الحياة لا تُحتمل 

Tuesday, 5 November 2013

الكابوس ..

في صباها كان يُراوِدُها دومًا حُلم مقيت .. كانت تحلُم أنها كُلما حاولت التكلُّم يتلوّى لسانُها منها ولا تستطيع تطويعُه حتى تلفَظ ما تُريد  كان الحُلم يُصيبها بالذُعر .. وكانت تصحو مُرتعِبة مُتعرِقة لاهِثة .. مُجرد رؤيتها لهذا الكابوس كان يُصيبُها بهذِه الحالة من الهلع ..
ولمِا لا ؟! .. فالكلام وسيلتها الوحيدة للتعبير عن ذاتِها .. لم يحبوها الله موهبة غيرُه .. طريقة ترجمة أفكارها ومشاعرها .. تُحِب الألوان ولا تفقه عنها شيء .. تُطرِبها الألحان ولا تعزِف منها نغمًا .. أما الكلمات .. فصديقتها الصدوقة .. القادِرة على توصيل كُل ما يجول بخاطِرِها .. كابوس كهذا قد يؤدي إلى تسارع نبضاتها وسحق كُل عظمة في جسدها على حدا .. لسانها لم يصيبُه مكروه حتى الآن .. ولكن .. ماذا يُفيد إذا كان سيقول ما لا يُجدي .. ماذا لو أن لسانًا سليمًا أستُخدِم مع صُم ؟! .. أو تحدث بلُغة غير مفهومة لمستمعيه .. أو مثلًا فُقِد الإحساس فأختفت الكلمات .. أو وُجِد الكلام والمُستمِع وأختفى الهواء .. الصوتُ لا ينتقِلُ في الفراغ ..  تُرتِب الكلِمات في عقلِها .. تهِم بالنُطق بِها تتلعثم .. تنطِق فلا يُرد عليها .. تتأسف .. قد تقولها عشرُ مرات .. وفي نفسها يتردد صداها آلاف المرات .. الصوتُ لا ينتقِلُ في الفراغ .. الكلام أصبح يُزيدها وحدة .. فمن الردود تُدرِك كم أن أحدًا لا يفهمها .. الصمت يقتُلُها .. لم تعتد عليه ولم تعرفُه .. تارة تصمت .. تارة تصرُخ .. وفي الأغلب صارت تكتُب .. وبين الصمت والصُراخ .. يتلوّى لسانها .. 

Sunday, 27 October 2013

موتٌ مُحقق ..

 كانت تجلس في مغطس الحمام المليئ عن أخِرِه بالمياه وفقاقيع الصابون " اللهُم إلا بِضع سنتيمترات تركتهُم حتى يتسنى لها أن تُرخى رأسها " .. حوائط الحمام وردية عليها نقوش حمراء وخضراء وزهرية لورود وأوراق أشجار .. الأرض مُفترشَة بسِجادة تُغطي مساحة كبيرة من السيراميك على غير عادة فرش أرضيات الحمامات .. وعلى غير عادتِها أشعلت شموع فوّاحة بروائِح الزنبق والسَوسن، الحمام كُلّهُ مُضاء بالشموع ورائِحة الأزهار تُعبئ المكان .. جَلستها كانت جَلسة استرخاء .. وكُل بِضع دقائِق تغطس في المياه لثوانٍ ثُم تُطِل برأسِها من المياه تارِكة ذقنِها ورقبتها تغمُرهُما المياه .. تعتدِل في جلستِها .. ترفع ساق .. ثُم تُنزِلها وترفَع الأُخرى .. تُمسِك بكأس عصير الرُمّان الذي أعدتهُ لها أُمها ترتشِف مِنهُ رشفة ثُم تُعيدُه على حافة المغطَس من جديد .. تقول لها أُمها أن شراب الرُمّان الملئ بالحديد والفيتامينات سيمِد جسمها بالنشاط والحيوية التي تحتاجها العروس يوم عُرسِها .. اختارت موسيقى الأوبرات الكلاسيكية لتُضيّفها في هذِه الأُمسية الساحِرة في أخر ليلة لها في منزل أبيها .. نصحتها أختها الكبيرة أن تُمضي نهار ما قبل يوم العُرس في فِعل اللاشيء حتى تكون هادئِة الأعصاب ومُستعِدة ليوم تالي طويل .. فأخذت على عاتِقِها أن تُنهي كُل شيء من اعداد منزِلها الجديد وإنهاء كافة مشترواتَها ولوازِم العُرس وتضغط نفسها ووقتها وتفعل كُل ما في وِسعها لتُكافئ نفسها بحفلِة توديع العزوبية الرائِعة هذِهِ .. لا تستطيع أن تتذكر بالضبط من التي همست في أُذُنِها بأن تضع بعض أوراق الورود الحمراء في مياه المغطس ولكنها بالتأكيد صديقة عظيمة .. تشهق وتزفَر بعمقٍ شديد ..
وانفجر في رأسِها فجأة سؤال بسُرعة فرقعة فُقاعة الصابون .. " هل حقًا أُريد أن أمضي ما تبقى من عُمري معُه ؟! " ..
أُحِبُه .. بالطبع أُحِبُه .. فإن لم أكُن أُحِبُه لما كُنت حاربتُ الجميع من أجل أن أكون معُه .. وهل الحُب وحدَهُ كافي لتمضي ما تبقى من عُمرها معُه ؟! .. 
مممم .. لا تُريد أن تسرِد في ذهنِهَا المُصدافات التي عرفتهُم على بعضهم البعض .. أرادت أن تبدأ بيوم أعترف لها بِحُبِه ..
أُحِبُكِ وأرُيدك أن تكوني زوجتي المُستقبلية .. 
ومن هو .. لا يهم إسمُه، سنهُ، عنوانه، مستواه الإجتماعي. 
قررت أن تُعرّيه .. أن تُجرِدُه من كُل أعضائه تترُكه عقل ماثِل أمامها في كفّة ميزان .. وتضع أمانيها وأحلامها في الكفة الأخرى لتعلم أي الموازين ستخِف .. وأيهم سيثقُل .. 
تتذكَّر كُل مواقِفُه " الرجولية بالطبع " التي قام بِها معها .. وهي تثني وتفرِد رُكبتيها في المياه ..
ففكرتُه عن شُغلها الذي هو مضيعة للوقت ويستطيع هو أن يوفر لها تلك الملاليم الزهيدة التي تكسبها هي فكرة رجولية بالتأكيد .. فهي ستتفرغ لهُ وحدَهُ ولرعاية منزلهم وأُسرتهُم الكبيرة التي تتكون من فردين .. ليس هذا كُلُ شيء .. بل سيكون هو الشخص الأوحد الذي تُناقِش معُه سُبُل تنظيم النسل بالطبع لإن مشكلات نيتشه الوجودية هي أمور أصعب بكثير من أن يُناقِشها معها ..
طششششششش .. صوت المياه إثر قيامها بحركة عصبية عنيفة بيدها .. 
بالطبع قطع علاقاتِها بأبناء أعمامِها وعماتِها وأبناء أخوالها وخالاتِها وزُملاء الدراسة وعملِها السابِق هو قرار جد حكيم وصائِب، فلا توجد صداقة بين الرجُل والمرأة وصلة الرحم  تخُص أهل الزوج وحدهم لإن إنتقالِها من بيت أبيها لمنزله هو بمثابة قطع علاقتِها بكل ما كان بينها وبين هذا البيت.
تُمسِك كأس عصير الرُمان وترتشِف رشفة وتضعُه في مكانُه .. تنظُر لشموعها .. وتتأمل احتراقها من أجل أن تبعث لها بأريج زهورِها المُحببة .. تُقرِّر أن تُشارِكها فيروز في أفكارها عنُه ..
طريقة ملبسِها .. زينتها .. هواياتِها وأشيائِها الصغيرة التي تحبها .. كل هذِه الحاجات تغيَّرت وتبدَّلت واختفت .. وقتها أصبح مُقسّم بينه وبينه .. هي لم تَعُد تلك الفراشة المُحلِقة بين المروج كما كانت قبل أن تعرفُه .. ابتسامتها لم تعُد من القلب .. ولمعة عينيها اختفت .. صار هو كُل ما يشغل تفكيرها .. ونست نفسها .. نست ما كانت تُحِبُه .. نست ما كانت تفعلُه .. وما كان يُميزها عن مثيلاتِها ..
" فيه ناس كتير لكن بيصير ما فيه غيره " ~
تذكرت كُل مرة سخر من خوفها وقلقها عليه .. كل مرة ابتسم فيها ابتسامة نشوة وانتصار كلما أظهرت لهُ اهتمامها المُبالغ فيه " على حد قولَهُ " .. 
تذكرت كيف كان يختلِق المشاكل في التجمُعات العائلية وغير العائلية مما يضطرها لوضع ابتسامة زائفة والتي كانت أكثر ما يُمزِّقُ قلبها ..
كيف كانت تُحاوِل دومًا اظهاره بصورة لائقة أمام كُل من حولُه  وأولهم أمام نفسِها وكيف كان يستخِف بعقلِها كلما تكلمت بنات أفكارها ..
" بكتُب إسمك يا حبيبي وإسمي بينمحى " ~
انتظرت منهُ الأمان والدفء والسكن والبيت .. انتظرت أن يُشاركها .. انتظرت أن يهتم بما تُحِبُه .. أن يعبأ بأحلامها وطموحاتِها  .. كانت فقط تخاف أن تُغضِبُه .. تخاف أن يبتعِد عنها ويتركها .. تخاف ألا يكون لها ..
حاربت كل من كان يعيب سلوكه الأهوج الطائش النابع من الأناينة وحُب الذات المُفرطين .. إنهُ لي وأنا أُحِبُه .. ما يفعلُه هو خوفٌ عليَّ وحُبًا في .. سأكون سعيدة .. في منزلي سيتغير كُل شيء .. الحُب سيكبر .. كل شيء سيصير رائعًا ..
اعتدلت في جلستِها وضمَّت رُكبتيها إلى صدرِها وحوطتهم بذراعيها .. وضعت ذقنها على ركبتيها .. وأخذت تنظُر لحياتِها معُه في المُستقبل على رتابة صوت نزول قطرات المياه بالتتابُع من الصنبور ..
" حبيبي .. إحساسي هالقّد معقول يزول 
فيه أمل .. إيه فيه أمل ..
أوقات بيطلع من الملل " ~
لا شيء سيتغير .. ستظل تُعطي .. ستظل مُنتظِرة .. ستظل تِلك الوحشة تسكُن قلبها .. وحيدة .. حتى نفسها التي كانت تأنس بِها قبلَهُ أنساها إياها .. لِما سأتزوج .. أين أنا .. ماذا ستُمثِل لي تِلك الحياة التي اخترت أن تكون جُدرانها بألونُه المُفضلة .. متى سأكون حُرّة القرار والرأي والتفكير .. متى سيُحِبُني .. هل يستحق أن أمضي البقية من عُمري معُه ؟! .. بدأت ترى كفّة أحلامها ورغباتِها وهي تثقل أكثر وأكثر وترتفع الكفة الأخرى في السماء تارِكة عقلِه يهوى بثِقَلِه على الأرض .. بدأت ترى نفسها بوضوح .. بدأت تعرف أنها ليست سعيدة ولن تكون مطمئنة وهي معُه .. نظرات أنايتُه وحُبُه لذاتُه بدأت تلمع في ذاكِرتِها كنجوم ليل الصحاري الواسعة .. 
" ما حدا نطرني " ~
أرجعت ظهرها للوراء .. وأرخت جميع عضلاتها .. وابتسمت ابتسامة من نجا من موتٍ مُحقق وأشعلت سيجارة وجلست تُخطط لتدمير العالم ..



Friday, 13 September 2013

ختانُ عقل ..

تَسير دومًا مُطرقةَ رَأسِها. يداها اليُمنى تحتضِن ياقة قميصها، تُتمِم على أن طرحتها تُغطى عُنُقها جيدًا. يداها اليُسرى تُتبِت على حقيبة يدِها. من يراها يشعُر أنها لا تُغيِّر ما ترتديه، فكُل ما تلبسُه يُختصَر في قُمصان باهتة الألوان، جونلة سوداء أو أُخرى زرقاء من قُماش " الجينز " وغطاءٍ للرأسٍ غالبًا ما يكون لونُهُ أبيض. خطواتُها قصيرة وسريعة. عيناها دومًا على موضِع قدميها حتى تكاد تخترِق نظراتِها الأرض. تودُ لو يبتلِعها الكوكب في جوفِه، أو يكون لها وللناس جميعًا نفس الملامح  فتضيع بينهم ولا يميزها أحد بين الخلائِق. من العسير أن تنتبِه لأحد وهي تمضي قُدُمًا في طريقها. تُركِّز طاقتها فقط على أن تختفي. أن لا تُلحظ أو يرها أحد. إن لم تتودد إليها لتتعرَّف عليها وتُصادِقها لن تَعرِف أحد. تثِق في من يتعرَّفون عليها بسرعة شديدة وغريبة. الغريب أكثر أنها تثِق في أحد وثقتها في نفسِها معدومة. تتوقع دائمًا أن تُخطف، تُقتل، يَحدُث لها حادث سير. دائمًا قلقة ومتوترة. هي لا تتوقع ذلك بُناءً على ما أملاه عليها حدسَها، أُمها خوّفتها من السير في الطريق لهذه الأسباب. تتوقُ لمعرفة الحياة والناس والمرواح والمجيء ولاكتساب الخبرات و.. للحُب. ولكن مع أولِ طرقة على قَلبِها تصفَع الطارِق بشومة على رأسِه تُفقِدُه وعيِه. أمها أملت عليها أن تتصرَف هكذا. خِبرتها في الحياة لا تتعدى خِبرة طفل في الثاني عشر من عمرِه. رغم سُقوط ثلاث وعشرون ورقة من شجرة عِمرها، مازالت أشياء كثيرة تُفاجئِها وتُثير تعجُّبِها. شاب ثائِر، فتاة تُدخِّن أو مُستقلّة، شاب وفتاة يتواعدان.  كُل هذا نتاج قِلة ما رأتهُ وقلّة ما عرِفته وقّلة أحتكاكها بالناس. روحُها طيبة كالنسمة وهادئِة كالليل. ولديها قبول عالي وشكلٌ حسن. تحبها متى رأيتها. كان يُمكِن أن يكون لها أصدقاء وفيرين تُخبِرهم بسريرتها أو تمضّي معم الوقت. أمها منعتها من ذلِك. تكره تقاسيم وجهها الجميلة، تكرهها جميعها وتكره النظر في المرآة. لا تذكُر متى كانت أخِر مرة رأت إنعكاس صورتِها فيها. تمقُت عيناها البُنيّة الواسعِة وأنفها الدقيق وشفتيها الورديّة الممتلئِة وجبينها العريض وبشرتها الخمريّة. لا تذكُر متى كانت أخِر مرة بدَّلَت ملابِسها أو استحمَّت والظلام لا يُغطيها. تكره أن ترى معالِم أنوثتِها. تكره كُل ما يُذكِرُها أنها إمرأة. فهي لم تستخدم مساحيق التجميل يومًا ومُنذُ بلوغِها لم تلبس في بيتِها ما يكشِف أكثر من وجهها وكفيها وقدميها، أما شعرُها البُنّي الطويل الناعِم الذي تمنَّت أن تقُصُه فيصير لهُ شكلًا وهيئة -وأمها رفضت- فكانت تربُطُه وتعقِدُه حول الرُباط الأسود فلا يُستدل على طولِه بشيء. كان بينها وبين أُمِها عِلاقة عجيبة. صعب أن تُعرَّف أو أن يُعرف كهنها. فأُمها هي العين التي ترى بِها العالم، فلا ترى إلا ما تُحِب أن تُريها إياه أُمها. ولا تذهب إلا حيثُ تسمح لها أُمها -وقليلًا ما تسمح-. علاقتها بأصدقائها عُرضة للإعدام في أي وقت فقط إذا صرحت أُمها بإنها لا تُحِب فُلانة. تلبِس ما تسمح بِه أمها وتتحدث بما يتفق مع آراء أمها. ومن جانب الفتاة، فهي لا تفعل إلا ما يُملى عليها. تُحِب أمها عِصمت كثيرًا. ومع ذلك تهابها وتهاب أن تقترب منها أو أن تقبلها وتحضُنها. لم تضمها عِصمت منذ كانت في المرحلة الإعدادية. كانت الفتاة تشعُر أنها بحاجة لأن ترتمي بين ذراعي عصمت ولكن كان هُناك حاجز ما يمنعها من ذلك، كأن عِصمت قِطعة في متحف كُتِب عليها " ممنوع الاقتراب أو التصوير ". لم تعلّم أبدًا لماذا لا تستطيع أن تضم أمها. لم تُفكِّر أن تُفكِّر فيما تفعل أو أن تتمرَّد أو تعصيها أو أن تفعل ما يُمليه عليها رغبتها. لم يجول بخاطِرها حتى ماذا تُريد أن تكون. ولا أن تعرِف ماذا تُحِب وماذا تكره، ماذا تدرُس وماذا تعمَل. وإذا سألتها عن هوياتِها وكيف تُمَضّي أوقات فراغها ستُجيب بعبارات بِلا إجابات. لا تستطيع أن تميز الخبيث مِن الطيبِ مِن البشَر. إلا من خِلال الإطار التي صنفت عصمت فيه البشر. الفتاة المؤدبة التي يُمكِن أن تُصادِقها هي الملتزِمة في ملابسها وفي مشيتها وفي كلامِها ولا تُكلِم الشُبان وبالطبع تعيش مع أهلها ولا تخرج كثيرًا ومؤكد لا تُدخِّن. وبالطبع أي فتاة لا تنطبِق عليها هذه المواصفات فهي فتاة غير مؤبة وغير جديرة بالاحترام . لم تُكلم شابًا طوال سنوات دراستها الجامعية. وإذا حدث أن جاء شاب ليكلّمها سواء طلبًا لكشكول أو طلبًا لصداقة كانت تتلعثم وترتجِف ويحمرّ وجهها وتُكمِّل المحادثة بصعوبة وبالتالي الشاب يشعر بإحراجها ولا يكلمها مرة أخرى. فتاتي التي أكتُب عنها تاهت ملامِحها بين ما تُريدُه عِصمت  وما فرضَهُ المُجتمع على عصمت لتُربي إبنتها. غدا ستتزوج الفتاة وتظهر لها ملامح " فمجتمعنا لا تظهر لفتياتُه ملامِح قبل الزواج ". ملامح ليست سوى ملامح عِصمت. ستُربي عِصمت الجديدة فتاة أُخرى بلا هوية حتى تتزوج وتُصبح عصمت أُخرى. هكذا تدور عجلة الحياة في هذهِ البقعة من الأرض. ولو أن فتاتي وقفت لِمرّة واحدة أمام عارية أمام المرآة ورأت بروز أنفِها ونهدِيها ورُدفيها لعلِمت أن كُل ما بِها يقول لها ثوري يا أُنثى. كُوني نفسِك يا ابنة حواء. كوني إنتِ. أُخرُجي من مكمنِك بحق كل ما على عاتِقك من مسؤولية وأهمية. بحق كُل من نعانيه من مشقة وعسر في الحياة. بحق تأنيث الثورة والحُرية. أخرُجي للعالم واعرفيه. استزيدي مِنه وتعلّمي. أفيديه وإملئيه بطاقتِك وذكائِك وروحِك.
سألتُ فتاتي يومًا " هل قامت أُمك بختانك ؟! "
 ارتعدت من الكلِمة وأحمَّر وجهها خجلًا ورُعبًا من وقع الكلِمة على أذُنها وقالت " لا ".
فقُلتُ في نفسي " لِماذا يقتطِعوا جُزءًا مِن عضو التناسُل وبالإمكان أن يقتطِعوا جُزءًا من عُضو التفكير. فتاتي قد ختنت أُمُها عقلَها.

Tuesday, 20 August 2013

لا أهل ولا وطن ..




لم تكُن تدري ماذا تفعل بذاتِها .. أين تذهب .. أين تختبئ .. أين تضع رأسها لتشعُر بالأمان .. كُل ما حولها يُنذِرُ بأن حدثًا جللًا سيحدُث .. حرب أهلية ؟! .. إحتلال خارجي ؟! .. الإثنان معًا ؟! .. لا يوجد فرق .. ففي كل الخيارات سوف تعيش حياة صعبة .. حياة مُهينة .. أو نكفي بأن نصِفها بإنها مُجرد حياة لأُناس يتنفسون .. يأكلون ولكن لا يهنئوا .. يشربون ولا يرتووا .. يناموا ولكن لا يرتاحوا ولم يكُن ما يُفجِعُها من كُل هذا أن تموت .. كانت الحياة في هذِه الظروف ما تُخيفها .. فكرة الاستيقاظ على صوت طلقات الرُصاص .. رؤية الدم في كُل مكان .. دموع الثكالى .. نظرات الأطفال الشريدة .. حالة اللاحياة واللاموت .. رائحة الكربون التي تُعبئ المكان .. كُل هذا كان يُرعِبُها .. هي لم تُعاصِر أي حرب مِن قبل .. قد تكون الحرب شيئًا أسهلُ مِما في تخيُلِها بكثير .. ولكنها لازالت تذكُر أن أكثر الكوابيس التي رأتها طوال خمسة وعِشرون عامًا كانت تتمثل في خيالات عن الحرب .. دبابات وجنود .. طائِرات تقصِف بيتها .. نيران تلتهم الحي الذي تعيشُ فيه .. كانت تقوم على إثر هذِه الكوابيس مفزوعة .. كئيبة .. مُتعجِبة من أن تُراوِدها مثل هذِه الكوابيس التي تُعد بالنسبة لحالة وطنها السياسية لا مجال لتحققها .. عدلت من مكان سريرها الملاصق لحائط مُطل على الشارِع .. كانت تخاف أنا تُباغتهُم غارة على فجأة فيخترق الصاروخ حائطها وتكون أول الضحايا .. " نعم كُل هذا بسبب كابوس " .. لهذا كانت فكرة أن هُناك حرب تلوح في الأُفُق هي بمثابة كابوس عانت مِنهُ لسنين يُأرِق نومها وها هو سيُصبِح واقِعًا تعيشُ فيه ليُنغِص عليها ليلها ونهارها وما تبقى مِن عُمرها ..

لم تكُن تدري أين تفِر بِأحلامِها .. أين يكون سلامها النفسي .. أين تعيش .. أين تأكُل لتهنئ وتشرب لترتوي وتنام لترتاح .. كانت مُحاطة بأسئلة تُهلِكُ عقلها من التفكير .. ماذا يعني الوطن ؟! .. هل هُو المكان الذي ولِدنا ونعيشُ فيه ؟! .. أم المكان الذي ننعم فيه بالسلام الداخلي أينما كان ؟! .. وهل يُمكن أن ننعم بالسلام الداخلي في مكان حملنا إليه الذكريات ولم نصنعها فيه ؟! .. ماذا سيفعل فينا الحنين حين إذٍ ؟! .. فهو سيقودنا حتمًا إما لللامُبالاة التامة أو الاكتئاب المزمن .. وكلتا النتيجتان لا يتحقق فيهما السلام الداخلي .. هل تهرب بكُل مخاوفِها ورغباتها في الحياة إلى مكان أخر ؟! .. أم تُكمل حياتها في المكان الذي ولِدت وتربت فيه ؟! .. كانت تقف مطولًا أمام عبارة " الــوطن ليـس فنـدق لـتغادره عندمـا تسـوء الخـدمة فيه ... " نعم .. إننا يجب أن نكون بجانِبِ أوطاننا في الحربِ كما السِلمِ .. كانت هذه العِبارة تُمثِل الطِفل الذي يشِد أبوه من جِلبابُه فيُثير عطفه ليستبقيه .. كانت تعلم أن وطنها بحاجة لها مثلما هي دومًا بحاجةٍ لهُ ..


وإشتعلت الحرب التي كانت على وشك القيام .. وأُشعِلت النيران في أحلامِ كُلِ الشباب .. كُل أمانيهِم بحياة مُطمئِنة تحطمت على مُقدِمة الرشاشات .. طُبِعَت الحياة بلون واحِد هو السائِدِ بين كُلِ الألوان .. اللون الرمادي .. فالدُخان والطُرُقات، السماوات والأجساد .. كُلها إكتست بنفسِ ذاتِ اللون .. الرمادي .. حتى الكلام والسُكات والحقائِق والتساؤلات التي أصبحت بِلا جوابات .. بلون الرماد .. لمِاذا ؟! .. وإلى متى ؟! لمصلحة من ؟! .. لا إجابة .. ماذا حدث ؟! .. ستسمع أكاذيب .. لا شيء يعني لك أي شيء .. أنتَ بِلا حاضر ولا مُستقبل .. والماضي ذُبِح أمام عينيك .. فأهلك أصدِقائك جيرانك المارة في الطُرقات من عرِفتهُم يومًا .. أي شخص يحمل نفس جنسيتك  إما مات .. أو جُنّ .. أو لم يعُد هذا الشخص الذي كانَهُ مِن قبل .. لا تعرِفهم حين تراهُم وحتى هُم أنفُسِهِم لا يعرِفوا ذاتهُم حين ينظروا في المرآة .. المعالِم طُمِست .. والروح ماتت .. والهوية ضاعت .. كانت تُحاوِل أن تُعزي نفسها بِكُلِ شيئ وأي شيء ربطها يومًا بذلِك المكان .. بأهلها .. بحبيبِها  .. بأصدِقائِها .. بالذكريات .. بالولاء .. بالواجب .. بفخر المُحاربين .. بنشوة الانتصار الذي تنتظِره .. بلذة الثأر .. ولكِن ما مِن خلية بداخِل جسدها تهدأ .. كانت تشعُر بالصُداع في كُل عصب من أعصابِها على حِدي .. وألمِ تُميزهُ في كلُ عظمة مِن عظامِها .. وجرحٍ يَقطُرُ مِن روحِها قبل شرايينِها .. القتلى بالآلاف .. ولكن الموتى بالملايين .. 



رحل كُل من كان يربِطها بِهِ صِلة .. قُتِلوا .. أو فروا إلى حيثُ قد يتبقى من نفسُهم شيئًا مِن ويلاتِ الحرب .. لم يتبقى لها من هذه الدُنيا سوى الحُب .. هذا الحُب الذي كان الجزيرة التي ترسو عليها حين تكون تائهة في بحر عذاباتِها .. لم يكُن يهما الوقت التي تمضيه دون أن تُلحِق إسمه بإسمها .. كل ما كان يهمها أن لا تنتقِل لمرحلة جديدة في هذهِ الظروف البغيضة .. حُبها لأبنائها كان أكبر من أن تُنجبهُم في هذا المكان مجتمِعًا مع هذا الزمان .. وبرغم لهفتِها لأن يضُمها هي وحبيبها بيتٌ واحدٍ إلا أنها كانت مؤمنة أنه برغم استمرار هذهِ الحرب لسنتين إلا أنها ستنتهي يومًا ما عما قريب .. ووقتها ستكون مُستعِدة لبدء حياتها الجديدة .. حياة تجمعها بحبيبها .. حياة تُحِب أن تهِب لها أبنائها .. لكنها كانت أطول نفسًا من حبيبها .. كان يُحِبَها .. ولكن الوضع كان أفظع من أن يُواجهُه أي حُب .. أتصل بصديقة أجنبية لتتزوجه وتنتشلُه من هذا الضياع .. لم تبك .. لم تحزن .. لم تلمه .. كُل ما شعرت بِهِ نحوه إحساسًا بالحِقد .. فقد وجد من يحمي ما تبقى منهُ .. وهي لاتزال هائمة بين دمار شوارِع مدينتِها وإنكسار روحِها .. تُريد أن تنتهي من تلك الحالة .. تُريدُ أن تسكُن روحها .. وتهدأ نفسها .. تودُ لو أنها تستيقِظ يومًا على أي شيء سِوى أصوات الموت .. تودُ أن تجِد وسادة في هذا العالم تستوعِب عقلِها بكُل ما يحمل من أفكار .. 


الهروب .. لم يعُد هُناك مفرٌ مِنهُ .. تتابُع المناظِر من شُباك القِطار صار حُلمها الوحيد .. حلمها الذي خنق أي رغبة أُخرى .. حُلمها الذي معه لم تلُم حبيبها للحظة على تصرُفُه هذا .. هو ليس بِنذل .. هو ضعيف .. والحرب علمتها احترام الضعفاء .. احترام آلامهم .. وطريقة تفكيرهم ذات الطابِع الأُحادي .. نظرًا لأنهم فقدوا الثقة في كُل من حولهم .. وهي الآن ضعيفة .. وتُريد أن تهرب من ذلِك العالم الذي أصبح كُل ما فيه ذكريات .. فهُنا تعيش الذكريات .. وهُناك ستحملها معها .. 

قررت أن ترحل إلى بلد أُخرى .. فيوم موتها مكتوب .. ولكن طريقة حياتها يُمكن أن تُغيرها .. ترحل وتبحث عن حياة جديدة في مكان أخر مجهول بالنسبة لها .. تجد رجُلًا تتزوجه وتُكون أُسرة .. فالكثيرون يأملون في الزواج بلاجئة غريبة .. لا أهل ولا وطن .. وقد تكون ذات حظٍ وافر فتسعد مع زوجها .. وأما إذا كان نصيبها  معُه كباقي أيامها ستقول " وفيها إيه .. ما هو إشتراني بميتين جنيه " .






Friday, 9 August 2013

المزيج العميق ..

ليس لديّ أي تصور أو طريقة للتعبير عن شكل عِلاقة الرجُل بالمرأة التي يُريدها أبناء جيلي .. لا .. حتى ما أُريدُه أنا شخصيًا .. إنها شكل للعِلاقة مُعقد جِدًا .. ولم يُعرَف من قبل .. فأكثرنا يكره الزواج .. نعم يكرهه .. ليس فقط الزواج .. الخطوبة .. أو ما دون ذلِك مِن عِلاقات إنسانية بين الرجُل والمرأة من صداقة وحُب وزمالة والتي أصبح يعترِف بِهما المُجتمع على مضض .. نحنُ لا نكره العلاقات فقط .. نكره فِكرة الارتباط في العموم .. كرهنا قيدَهُ .. وكرِهنا التعوُّد والفقد .. كرهنا الخيانة .. وكرهنا المسؤولية .. لم يعُد أي شيء يُغرينا أن ندخُل تِلك المصيدة .. فكُل ما حولنا يحول بِنا دون الوقوع في ذلِك الشِرْك .. فالمتزوجون مُملون حد الملل .. فكُل من نعرفهُم من المتزوِجون صِرنا لا نستمتع بحديثهُم أو حتى نطيق مُجالستِهِم .. " حتى آبائنا .. نخالهُم أكثَر ظُرفًا وطُرفة قبل أن يُنجِبونا " .. ليس فقط كلامهُم بل روتينية حياتهُم .. أن تظل مع هذا الشخص مُدة طويلة .. يأخُد منك ويُعطيك .. تُصبِح جُزءًا لا يتجزء منهُ .. ودون أن تدري تتغير طِباعك وملامِحَك وأهلك وأصدقائك وتُصبِحوا وجهان لعُملة واحِدة .. الزواج تِلك البطيخة التي لا تعرف عِند فتحها هل ستكون جيدة جميلة رطِبة تُسعِد نهارك في حر أغسطُس .. أم ستكون بلا طعم أو لون .. ولن تُحْرَم من مُتعتها فقط .. بل ستأخُذ مِنك بهجتك ولهفة انتظارك وشغفك بالمجهول .. وفِكرة أن تصير حياتنا مثل المتزوجين هي الفِكرة الأحزن على الاطلاق .. كما أن كُل الظروف من حولنا تُصيبك بحالة من الهلع من أن يكون مُستبقلك في بلد اللا وطن هذِهِ .. كُل الظروف تمنعك من أن تُكوِّن أُسرة وأن يكون لك أولاد يعيشوا نفس واقِعَك المؤلِم .. أما الارتباط .. فارتباطنا بكُل شيء وتعودِنا عليه ثُم فقدُه .. أو إكتشاف عدم مُلائمتُه .. أو شعورنا بِه كقيد حول رِقابنا .. أو مرض بعض الشخصيات .. وحُبهم للتملُك .. أو حُبهم للظهور .. وأنانيتهم المُفرِطة .. ساديتهم أو السبب الأهم والأكثر انتشارًا على الإطلاق .. الملل يا سادة .. قاتِل العِلاقات ومُفرِّق الجماعات .. مُهلِك كُل جميل .. كُل ذلِك يجعل من الارتباط شيء لا يُستساغ .. حتى ارتباطنا بأهلِنا .. بأصدِقائِنا .. بجيرانِنا .. بكِتابِنا المُفضَّل .. أو حتى المِقلَمة التي قضينا بِها طفولتِنا .. الارتباط يُزيد الخوف ويُضاعِف الوَجَع ..
إذا حياة بلا زواج وبِلا ارتباط وبِلا عِلاقات هي هدفُنا ؟! .. 
لا ليست هي ما نُريد .. فالشعور أنك قد تموت وحيدًا في مكان ما ناءٍ وبعيد هي فِكرة تقتُلك مئات المرّات في اليوم .. نحنُ نتزوج ونرتبِط ونتحمل كُل هذِه السخافات من أجل ألا نموت وحدنا في العراء العاطِفي .. من أجل الطبطبة .. والحُضن والدفِء .. حتى الأولاد ليسوا المُحرِّك الغريزي في عِلاقة الرجُل والمرأة .. حتى الجِنس يفقِد معناه من دون ذلِك النبيذ الساحر المُعتِّق الذي يُدعى الحُب .. أنهُ التكامُل .. إنهُ الحُب .. إنها السكينة .. إنها عِلاقة أزلية بين الضِلع والرحِم .. البيت يا حضرات .. البيت !
أصبحنا نُريد جمال وحميمية الحُب والبقاء في حرم من تُحِب إلى أبد الآبدين .. ونكره الزواج والارتباط والمسؤولية والفقد والتملُك والسيطرة وتلك الأمراض التي تنشأ عن الملل والغيرة وحُب الذات .. 
نُريد ذلِك المزيج العميق .. الذي ليس لهُ وجود .. نُريد أن نصنعُه نحنُ .. نُريد أن تكون هذِهِ العِلاقة والحالة هي حالة فريدة بِنا .. حالة تُعبِّر عنا وعن حياتنا واحتياجاتِنا .. تُرى هل سنصِل لتِلك الحالة أم سنضيع في ملل الارتباط أو ويلات الوحدة ؟! ..


Saturday, 3 August 2013

عابر طريق ..

قالي عدّي وما تخافيش .. 
كنت ماشية في الشارع على الرصيف وكان جيّ عكسي شابين ماشيين .. شكلهم عادي يعني .. شبه أخويا وأخوكي وأخو مراتك .. وعشان أعدي كان لازم حد ييجي على جنب .. وعادةً البنت هي اللي بتيجي على جنب .. ودا في الغالب بيكون نابع من خوف .. بتتحامى في الحيطة مثلًا عشان ظِل الراجل ساعات بتكون إيديه طويلة حبتين .. الشاب عمل حركة غريبة جدًا .. جه هو على جنب وقالي " عدّي وما تخافيش " .. الفكرة مش في الكلمة .. نبرة صوته كان فيها نفس وقع جملة " السَّلَامُ عَلَيكُم " .. كأنه بيبرأ نفسه من مواقف مشابهة كتير .. أو كأنه مش بيقولهالي أنا بس .. دا بيقولها لكل بنت حس إنها كانت خايفة وهي ماشية .. كأنه بيدافع عني ويقولي يلعن أبو اللي خلاكي تخافي كدا .. متخافيش دي حسيتها مش بيقولهالي بس في الموقف دا .. لأ متخافيش النهاردة وبكرة وبعده .. متخافيش كُل يوم .. وما يهمكيش أي حد .. حسيت كمان إني كان نفسي أسجلها عشان أسمعها مثلًا بعد ما أخُد قرار ومش عارفة أنفذه إزاي .. أو وأنا مكتئبة مثلًا أسمعها فأنسى سبب إكتئابي وأعدي وأبطل أخاف .. أو وأنا رايحة مقابلة شغل ومش عارفة حيكون مصيرها إيه .. أو وأنا داخلة أو خارجة في علاقة مع حد ومش عارفة إيه اللي هيحصل .. أو ممكن كمان لما حد يضايقني فأعدي الموقف وأنساه وما أخافش أتعامل مع الناس تاني .. وأكمل حياتي وما تقفش على حد .. الكلمتين رغم بساطتهم بس فيهم بلاغة ودفء وطبطبة محستهاش في كلام كتير بيتقال وبيبقى في الأخر مالوش معنى .. حاضر حعدّي وحاضر مش حخاف يا إسمك إيه ياللي معرفش حتى شكلك .. 


Friday, 2 August 2013

المنبه ..

الحقيقة أول مرة أكتب وأنا مش عايزة أكتب .. أو بمعنى أصح معنديش حاجة أقولها .. بس أنا بكلم نفسي كتير جدًا .. والناس بدأت تقفشني بضحك وأنا قاعدة لوحدي ودا بيكون مش بسبب إني إفتكرت حاجة لا دا بسبب إني ألفت كلام وضحكت عليه .. 
طب وليه ما أكتبش الكلام اللي بيني وبين نفسي دا وأسجله حتى لو مش حوريه لحد .. يمكن ييجي يوم وحد يحب يقراه .. أو يمكن حد يقراه ويحبه .. أو يمكن يكون كلامي مع نفسي بالكتابة يكون سبب في تحسين إسلوبي أكتر وينفعني بعد كدا .. أخدت القرار دا كمان بُناءًا على إصرار صديق كُل كام يوم يسألني كتبتي حاجة جديدة ولا لأ .. على قد ما بيفرحني إنه مستني مني جديد .. على قد ما بيزعلني عشان مكتبتش حاجة .. أحلى إحساس بحسه بعد ما أخلص كتابة حاجة جديدة وحد يقراها ويقولي إنها كويسة .. أو إنها عجبته .. بحس إني عايشة .. بحس إني أنا .. زمان كُنت بكتب أكتر من كدا بكتيييير .. أنا حتى كنت بكلم ربنا بالكتابة .. فيه فترة في حياتي عدّت عليّا كنت مكتئبة جدًا .. وبعدت عن الكتابة .. بعدت عن كُل حاجة .. نسيت نفسي .. أه والله حرفيًا نسيت نفسي .. مكنتش بعمل إي حاجة .. خمس سنين .. من وأنا عندي 14 سنة لحد 19 سنة .. فترة في وقت حرج جدًا في تكوين الشخصية .. وقفت كتابة .. وقفت إكتشافي لذاتي .. وقفت أفرح .. وقفت أهتم .. وقفت أحس .. عشان كدا تقريبًا عندي تأخُر في حياتي كبير جدًا .. تأخُر في نُضج المشاعر بالذات .. أنا مراهقة عندها 23 سنة يا سادة !! .. لحد ما حصلت حاجة ما كانتش حلوة جدًا الحقيقة بس كانت بمثابة مش صدمة ولا ضربة ألم .. نقدر نقول صوت المنبه اللي بتصحى عليه الصُبح .. إصحييييييييييي !! فوقي .. الله ! دا الناس عايشين أهو ! الله ! .. دول بيتحركوا كمان .. دا في حاجة إسمها إحساس !! .. وفي حاجة إسمها فَرْح .. دا في إله فوق بيسمعنا " أيوه كُنت فقدت إحساسي حتى بربنا " .. والصراحة المنبه كان مفعول ضربتين في الراس ورا بعض .. ضربه صحّت إحساسي بربنا .. والضربة التانية صحّت تلك المُضغة يسارًا .. الضربتين ماديًا ما إستفدتش منهم إي حاجة .. لكن معنويًا رجعوني لربنا ورجعوني للكتابة .. أنا سعيدة بالمنبه جدًا .. رغم الصُداع اللي عملهولي .. بس الحقيقة لحقني قبل ما يفوت المعاد .. كُلنا في حياتنا منبهات .. بتصحينا .. بتقولنا إوعوا المعاد يفوتكم .. بتوجهنا للوقت .. بتقولنا ما تضيعوش عمركم في حاجة واحدة .. في دُنيا تانية مستنياكم .. إصحوا .. عيشوا .. 




Monday, 29 July 2013

عايزة اللي أنا مش عارفاه ..

أصبحت لا تعرِف عمل كُل شيء .. أي شيء .. حتى الانتظار الذي تعودت أن تفعله بكُل ما أوتيت مِن نفاذُ صبرٍ .. 
نست من هي .. وما أحلامها .. لا تعرف ماذا تُريدُ أصلًا ولِما خُلِقت .. أهدافها .. طموحها .. كُل ذلِك تلاشى ..
حتى جُملتها الشهيرة " أنا عايزة اللي أنا عيزاه " أصبح لا أساس لها .. فهي الآن لا تعلم ماذا يعوزُها .. 
وقعت في هوة .. بين تعويض ما فاتها .. وبين عيش آوانها .. فأضحت حياتها لا معنى لها .. 
أضاعت كُل فُرصةٍ أمسكت بِها .. ولا تعلم لمصلحة من هذا التعطيلُ الذي أصاب كُلِ حياتها .. 
تعثوا فيها ضياعًا وكأن ربها كتب لها الخلود .. أو رسم لها الطريق فلا يهمها فوات السنين .. 
تعشق الرقص على الحِبال .. ونفخ النيران .. واللعب مع الأُسود .. حياتها سيركُ كبير .. 
لم تحُفهُ المخاطر الحقة .. هي فقت وقعت في غرام رائحة الأدرينالين .. 


Sunday, 23 June 2013

قسوة صمت ..

إرحموا قلبًا أوجعه السُكات .. والتمني ..
لا تلوموه .. يكفيه ما ذاقه من ويلات .. 
بحث عن قلبِ غيرَكم ؟!
ليس على الصمتِ يُحاسَب الإنسان ..
والمرأة أضعف من تصديق الأمَارات .. 
تُريدُ دومًا سماعها جهارة صلاة العِشاء .. 
ورؤيتها وضوح شمسِ صلاة الظُهُر .. 
وأن تذكُر حُبها آناء الليل وأطراف النهار ..
إرحموا قلبًا أوجعه السُكات .. يكفيه ما ذاقه من ويلات..
أتدري كم صدَّعها سُكاتك .. أتعلم كيف أعياها صمتك ..
هنيئا لها بقلب جهر لها بِها .. 
أما الآن .. فذق أنت العذاب .. 



Monday, 27 May 2013

بيت ..

بدأ إحساسها بالغُربة حين إحتاجُت لِذَلِك البيت-لم يكُن مُهِما صغيرُا أم كبيرًا- ولكِنهُ كان يُمثِل مساحتها الشخصية. مكمَن أسرارها بِأفراحها وأوجعاها .. المكان الذي يُمكِنها فيه أن تستريح، أن تنام، أن تشعُر بِأمان، المكان الذي تَعرِف تفاصيلُه جيدًا وإشتركَت في تكوينِها بِكُل وقتها وحُبها وشغفها. تِلك الأريكة المُريحة التي تكِّن فيها حين تعود مِن عملِها أو تستلقي عليها في أخِر النهار وفي يدها شرابها الساخِن وكِتابها المُفضَل الذي تُسافِر مِن خِلالُه إلى أقطار لم تعهدها مِن قَبل عبر بحور كانت تهابها وتخالها بعيدة عنها كُل البُعد. وذَلِك الوِشاح الجميل الذي إشتغِلتهُ بيديها بألوانِها المُحببة إلى نفسِها الفيروزي والنَهدي والنبيذي مزجتهُم سويًا وهي لا تعلم هل سيصُب مُصممي الأزياء لعناتِهِم عليها أم سيشكُروها على تُحفتها الفنية. هي لم تكُن تهتم سوى أن تجمع كُل ما يُبهِجها مِن ألوان في وشاحٍ واحِدِ تتدثَر بِهِ في ليالي الشِتاء القاسية ويُزين حائِطها في لفحات أغسطُس الحارِقة. وتِلك اللوحة المُتكِئة على الأرض والتي أمضت أسابيع طويلة لتدخِر ثمنها بعد رؤيتها لها أول مرة في معرَض للتُحف القديمة. وبعد أن إقتنتها أمضت ليالي كثيرة تتأمل جمالها وتنتشي في سعادتِها. ولَم تكُن اللوحة سِوى مزيج مِن ألوانِ تُحِبُها " الأخضر والذهبي والبُني والتِركواز". البيت لَم يعني لها فقَط تِلك الأشياء التي تقتنيها. فهي حُرّة أن تزفُر دُخان سيجارتِها في أيُما إتجاه دون أن تكون في حاجة أن تتوارى عن أعيُن أحدِهِم يرمِقها بِنظرة دونية أو تسمَع مَن يُلقي عليها مقالًا عن تلوث البيئة وخُرم الأوزون واحترام حُرية الآخرين في أن يستنشِقوا هواءً نظيفًا. تستطيع في ذَلِك البيت أن تسير بدون قيود الملابِس السخيفة أو أن تتبعها نظرات عقيمة. ذَلِك السكون والهدوء الذي مِن أجلِه تدعو ربها أن يُدخِلها الجنة. أو ذَلِك الصَخَب الصادِر مِن كُل رُكن مِن البيت بالمزيكا التي تُحِبها وتتراقَص عليها. شِباكُه بِطول الحائِط وليس بينهُ وبين الأفقِ حِجاب أشِعة الشَمسِ والقِمَر ضيوفِهِ الدائِمين والتي حتى وإن حاولت أت تحجِبهُم بسِتارِ إستلّوا مِن الجانِبين. كُتُبها مرصوصة على الأرض في صفوف بِجانِب مرتبتها الوثيرة المطوَّقة بالشموع التي تنشُر لها روائِح الزهور التي تُحبُها " الخُزام والزنبق والسوسَن". بيتها بسيط، أرضياتُه خشبية عارية، وأثاثُه في أبسط صورة ولكِنهُ ينبُض بالحياة. إنها تُحِبُه وتشعُر إنهُ كُل ما يُمثِلُها إنهُ عالمها. ورَغم أنهُ عالمٌ خالي مِن التَعقيد، إلا إنها تعيشُه في خيالها فقط.


Friday, 24 May 2013

النداهة ..

أنا الخط الفاصل بين الغريق وبين الأمان ..
أنا الرغبة اللي عُمر ما جالها الجرأة ..
الجندي اللي عمره ما إتطمن وهو نايم عالحدود ..
لعنة تصيبك إنت وقلبك واللي حواليك ..
لا تقدر ما تحبنيش ولا تعرف معايا تعيش ..
صور إتاخدت على فجأة حتهرب منها وم السهوة..
سِنَّة العصاري اللي لازم حتصحى منها مفجوع من الوَقعة ..
أساطير حبِيتها و ولا عُمرَك صدقتها ..
 مراجيح بتطلع للسما أنا رَعشة قلبك وتشبيثة إيدَك وقتها ..
الرُصاصة اللي لا تزال في جيبَك ..
شايلها لوقت عوزة بس مش حتستغنى عنها ..

أنا القلق أنا الخوف ..
أنا الحُب أنا الحُضن ..

شرودك وإنت بتقرأ وخيالاتَك قبل ما تنام ..
كلام سمِعتُه وعجبَك بس مش فاهِم معناه ..
أنا كُل حاجة إنت عايزها .. وكُل حاجة إنت رافِضها..
أنا النداهة ..







Tuesday, 16 April 2013

الفُستان !

لا  أعلم متى سأتعلَم أن لا أُضيع وقتي في الصباح بين محطات الراديو أو أُغنيات فيروز .. و لكِن كيف لي أن لا أملأ روحي بِهِم .. صوت الشيخ أحمد نعينع و هو يَبُثَنِي كُل الفَرح و التفاؤل .. فيروز و هي تصدح " أديش كان فيه ناس عالمفرق تُنطُر ناس " .. و مؤخَراً عمرو خالِد و بسمة أمل .. مهما صحوت مُبكِراً يُعطِلُني شحن نَفسي بالطاقة الإيجابية .. وأجِدُني قبل موعِد نُزولي ب رُبع ساعة فقط ! أبدأ في الإستعداد لذِهابي لعملي .. تنورتي .. أين تلك التنورة اللعينة .. أووه ! إنها مُتسِخة .. لإرتدي سِروالي الأسود إذاً .. قميصي الرُصاصي .. إنه يحتاجُ للكي .. اللعنة على تلكُعي .. كان لدي مُتسعٌ مِن الوقت .. و لكِن الحقيقة تباطُئي في الإستعداد و تحولي إلى دوامة " في رُبع ساعة أقوم بكُل الإستعدادات " هو ما يجعل للصباح طعمٌ أخر .. سِباقِي للزمن .. و مُنافستي لذاتي و قُدرتي على أن أفعلها مُجدداً اليوم كما أفعلها كُل يوم .. ربطتُ طَرحتي .. ليس هُناك وقت لتكحيل عيناي .. بقايا الكُحل مِن أمس تكفي .. النظارة .. المفاتيح .. ها .. ها .. ها .. إنتهيت .. وإرتديتُ حِذائي الرياضي " سأشِد وِثاقُه في المِصعد لا يَهُم " و أنطلقتُ كأرنبٍ بري يجوب الحقول بحثا عن رِزقِهِ
 .. هيييييح

كانت الشمس مُشرِقة و الجو مُنعِش .. الأشجار إصطفت لِتمنح المُترجِلين الظِل ..كَم هي كريمة تِلك الأشجار تُظلِل الناس طِوال النهار طوال العام و بِدون مُقابِل و في الهِند يَعبُد الناس البقرة كرمز لِلعطاء !! .. الحالة مُغرية فِعلا للتأمُل و لكِن أما يكفيني ما ضاع مِن وقت مُنذُ إستيقظت ؟!!

و ها قد بدأ صِراعي الجديد .. رِحلة  المواصلات .. أُشير لسائِق أوَل حافِلة ألتقيها .. فيرُد عليَ بإشارة أنَهُ إكتفى ..
 مُصطفى كامِل يا أُسطى ؟-! ..
-فووووووو ..
-تباً لَك !!  ههه أقولُها كبطلة فِيلم أجنبي لِتوها قامت زميلتها بإغتصاب شطيرة اللحم بالجُبنة الخاصة بِها-

إشارة أُخرى لحافِلة قادِمة من بعيد .. توقفت أخيراااااً  .. رَكبتُ الحافِلة و ناولت السائِق الأُجرة و هُنا تبدأ مُعاناة أُخرى .. رِحلة توتُر مُغلفة بالروحانية .. رِحلة دُعائي و إبتهالاتي كي لا تعّلق الحافِلة في الزِحام و أصِل في موعِدي .. أكادُ أُجزِم أن صحيفتي ناصِعة البياض إثر إستغفاراتي في الحافِلات .. الحمد لله .. الطريق ليس مُكدس ككُل يوم .. رغم أن الحافِلة تسير ببُطئ إلا إنها لا تتوقف و هذا في حد ذاتُه إنجاز .. و لكِن إشارة رُشدي تأبى دوماً إلا أن تُوقِف السيارات .. كم حَلُمت دوماً أن أُفجِرها ..

 توقفت الحافِلة أمام أحد محلات الملابِس .. بدأت المحلات في عرض ملابِس الصيف .. اللون الشائِع لهذا العام هو اللون الفُستُقي .. إنه لوني المُفضل .. تنورة ذات خطوط مائلة فُستُقي و وردي و أبيض .. قميص فُستُقي ذو نُقَط ذهبية .. فُستان بِكُل درجات الفُستُقي و اللون الأبيض .. فُستُقي فُستُقي فُستُقي ... كيف لمُصممي الأزياء أن يستهلِكوا لوني المُفضل هكذا ؟!! .. يجعلوا كُل البنات يرتدوه في وقتٍ واحِد لِمُدة ثلاث أشهُر فيفقِد تأثِيرُه في إثارة البهجة في نفسي ؟! ..

و لمَحتُ في رُكن مِن أركان زُجاج العرض فُستاناً " الحمدُ لله ليس فُستُقي " كان وردياً مِن الشيفون بِدون أكمام .. كانت فتحة صدرُه التي تتقابل في المُنتصف مُزينة بقُصاصات مِن نَفس القُماش .. و وِسطَهُ عِبارة عن أدوار مُتتالية مِن الثنيات و الكشكشات عن طريق تضييق الفُستان بالخياطة عرضيا و طولياً .. كان متوسِط الطول ..  يتبختر في ضوء الشمس الساطِع .. مُبهِجا بِكُل ما تحمِل الكلِمة مِن فَرحة ..  مقاسة يُناسِب العارِضة البلاستيكية كأنَهُ خُلِقَ لإجلِها .. ..شكل إلتصاق الفُستان بالعارِضة كان مُلهِماً .. كأنهُ يقول لها إرتديني إلى الأبد .. إرحميني مِن فتاة أكدت لها أُمها مِراراً أني لا أُناسِبها و أني ضيقٌ عليها و لكِنها تعتقِد نفسها غزالا و تشتريني ليُفرتِك شحمها عُقَدي .. أو أُخرى مُحجبة تُحاوِل أن تصنع مِني حُلّة تصلُح لها فتلبِس تحتي الأكمام و السراويل الضيقة و لا تعرِف أني كيان قائمٌ بِذاتي لا أقبل الإضافات .. إحميني مِمن تعبث بي و بِباقي الفساتين تُجرِبُنا جميعاً ولا تقتني أحدٌ مِنّا ..

أحسستُ بِسعادة الفُستان و بِخوفِه و بدأتُ أن أرَكِز دعواتي في أن تقتنيه من بُناسِبها حقاَ .. من تُجمِّلُه و يُجمِّلها .. مَن يَضيفُ إليها ولا ينتقِصُ مِنها .. و بينما أنا سابِحة في دعواتي .. وجدتَني أنتفِض للوراء إثر إنطلاقة الحافِلة فقد أذَن الضوء الأخضر للسيارات بالمرور فأسرعوا كتلاميذ الإبتدائي لِتوِهِ رَنّ جَرس الفُسحة .. بدأ الفُستان بالتلاشي عَن ناظِري .. حتى إختفى تماماً ..
. و هيييييييح .. وصلتُ في موعِدي ككُل يوم




Saturday, 13 April 2013

عشان ..


عشان قهوتي بشربها بسيجارة و إنت ما بتدخّنش .. عشان أنا بكتب و إنت ما بتحبش تقرأ .. عشان أنا بسمع أندرجراوند و إنت بتسمع مهرجانات .. عشان خيالاتي أنا وردية و إنت الواقع فيه مغموس .. عشان أنا دايما فاردة جناحي و إنت من النور بتخاف .. عشان أنا شعري قصاه جارسون و إنت عايزه لآخر ضهري .. عشان حنبقى مُسخة .. عشان مش إنت حلمي و لا أعرف أكون حبيبتك .. عشان حُبنا حيموت مع كل خطوة نقربها .. و بلعن ضعفي اللي بيقربني منك ..



Sunday, 24 March 2013

ما بتعلِّمش




فيه مرحلة الرُز بعدها مش بيستوي أكتر مِن كِدا !
إختَرَقَت الكَلِمات التي سطرتها على قُصاصة ورق ذِهنِها و تحولَت لموجات صوتية أخذت تتردد فى أُذُنِها
و تذكرت كُل مرة تَرَكت فيها الأُرز علىالنار على أمل أن ينضُج و لكِنُّه إحترق إلى الأبد ! 
تذكَرت كم تمنّتهُ و كيف إخترق أنفُها رائِحه شياط قَلبِها !
رعيها لِأحلأمها .. و تكبُر الأُخرى حتى عن الوضوح !
سعيها دوما كي تتحسن عِلاقتها بِأهلِها و لكِن لا جدوى !
غُرفتِها و توحُدِها فيها التي أصبحت تشتهيها شهوة المفجوع !
كيف أحبتهُ .. و كيف لَم يُحِبُهُا !
كيف أصْبحت عَقْل في مَعرض .. يُبهِر الجميع ولَكِن أحداً لا يجرؤ على الإقتراب مِنْهُ !
حين قال لها أُحِبُّك و أعقبها ب " إنسي ما قُلتُه " !
إحساس المخاض الذي تشعُر بِهِ عِند رغبتها فى الكِتابة !
إنفِراجة ضيقها في كُل مرة تكتُب فيها أخِر سطر في خاطِرتِها !
أنّهُ أحبها دوماً و هي لَم تُحِبُه يوماً !
قسوتها على كُل من حولها و تعذيبها لِنفسها !
أفاقَت مِن حديثها لِنفسِها على صوت الحليب يفيض !
إبتسمِت إبتسامِة " ما بتعلِّمش " و مسحت دمعة زحفت إلى أسفل خدها .. 







مصدر إلهامي بهذهِ الخاطرة

Monday, 18 March 2013

قِصة لم تكتمِل ..

.... م .... ن .... ا .... ر ... من ... منا ... منار
لا لا .. إن الصورة بِعقلي أوضَح مِن ذَلِك بِكثير .. دعونى فقط أُحاوِل تركيز ذِهني فى أن أصِفها لكُم ..
هي ليست أجمل فتاة يُمكِن أن تراها .. و لكِنها بالتأكيد فتاة أحلامَك
 .. هي ليست مَلاك أو إلهة يونانية .. طيف ؟! .. نعم هى طيف ..
دعونا نقتَرِب مِنها أكثر .. أنا لا أعرِف صوتها .. لَكِن أعشق صوت سُكُوتها .. 
هي أول لفحة نسيم بارِدة تلفَح خَدَك في نهارِ أغسطس الخانق
 أول لحظة هدوء تشعُر بِها بعد ضوضاء مُثيرة للأعصاب ..
هي الراحة التي تشعُر بِها عِندما تستلقي على سريرِك بعد يوم عملِ شاق طويل ..
 الأمل الذي تراهُ في أولادِك و الفرحة التي تَحِسها مع أحفادِك ..
هي طعم أول قُبلة سرقها عاشِقان بعد طول لهفة و أشتياق ..
هي صوت فيروز في صباحِ شتاءٍ سكندريِ دافئ .. و صوت إديث بياف في مساءٍ قاهريٍ ساحِر
 منظر الغروب على شاطئ كاريبي ممزوجة نسماتُه بروائِح الورود الإستوائية المُبهِجة ..
هي أول خيوط الفجر في صحراء غاب عن ليلِها القمر ..
 إحمِرار وجنتي عذراء لِأول مرة تسمعُها .. أُحِبُك ..
هي شُعور بِكرية لِأول مرة يتحرك جنينها في أحشائِها ..
هي البدايات .. و توقُعات حلاوتها و سخائها ..

منار ..

إبنة الجيران ذات العشرة أعوام ..
لم أرى كمثلٌها شئ .. و لا تَسَع الكلِمات وصفها ..
لازل في عيني صورتها ..بشرتُها الخمرية و ضفيرتها المجدولة لِأخر ظهرِها ..
أنفُها الدقيق و شِفاها الكرزية .. عُودَها الفرِنسي و بَخترة مَشيَتَها
خِفة حركَتها .. وتَوقُف الزَمان حيْن كُنتُ أراها تَلهو في الشُرفة بدُميتِها
هَمسُها .. عبيرُها .. كِبريائُها .. و شُمُوخُها
كم كنت أنتظِر بفارِغ الصبر أن تكبُر لِأرى البطلة أُسطورية الكمال في حكاوي جِدتي ..
كنت أتصور أني وجدتها .. بِضْع سنوات و أراها شحماً و لحماُ أمامي
تباً للإنتِظار الذي يُقلِّبُنا على جَمّر
 الأسَاطِير تَأبى دَوماَ أنْ تَتَحقق ..
و فتاتي لن تتحقق قَط ..
إستيقظتُ يوماً على صُراخ أُمي
كان صَعب عليّ إستيعاب ما حَدَث ..
ماتت منار ..
مادَت بِها السيارة هي و أُسرتها فتطايرت مِن الشُباك كريشة فى الهواء
و سقطت على الأرض ! .. يا لِقِصَرِ الحياة
 لم يجِدوا أَثَر دِماء .. فقط توقّفُ قَلبها ..
رقيقةٌ أنتِ يا منار حتى في ميتَتُك ..
ماتت وَحيدة أبويها و زهرة عائِلتَها ..
الشُرفة بِلا ورود .. الفرحُ بِلا وجود .. البَراءة فى ال لا مكان
ماتت و لَم أرى حُلمي بَعد ..
ماتت قبل أن تهرُب من الأمير بعد أن راقصتهُ و تفقِد فردة حِذائها بجانب البِئر ..
لَم تُحِب بَعد الضُفدع الذي ما أن تَمسّهُ يتحول إلى شابٍ فتيّ وسيم ..
لم تُفيق من سُباتها إثر قُبلة الفارِس الذي حارب سِحر الأشرار مِن أجلِها ..
بكيت .. بكيتُ بِحُرقة رغم أني لا أَبكي الأموات ..
براءتُها ..دَمعة أُمها و غُصة حَلقِ أبيها ..
بكيتُ حُلمي أن أرى الفتاة الخيالية الفاتِنة ..
بكيتُ قِصة لم تكتمِل إشتهيتُ معرِفة نهايتها ..
 يَومها عَرِفتُ لِما ماتت ..
 .. كانت أجمل مِن أن تكون



Thursday, 7 March 2013

عَنَّك و إِلَيك ..

كَتَبت .. و بكتب .. و حكتِب 
 كلامي .. و حكاويّا .. و غناويّا 
مِنَّك و عَنَّك و إليك 
إمبارِح و النهاردة و بُكرة 
فَرَح .. و حُزن ..
غيرة .. و عِتاب 
بُعد .. و قُرب
لهفة .. و لِقاء 
ضيق .. و رَحَب 
قلق .. و إرتياح 
دلال .. 
غَبَاء .. و تَغَابي 
صَبْر .. 
جَزَع .. و عَجَل 
غُربة .. و إِغتراب 
وِحدة .. و توَحُد 
صِدق .. و هروب 
الحقيقة
الوَعد
حُ رّي ة
الشغف 
الإلهام 
الطُموح 
اللُغز .. و حَلُّه 
سِري .. و عَلَني 
حُب .. و شوق .. 
أنت كُل حالاتى 
دُمُوعي و إبتساماتي 
و مهما طالت آهاتي 
عُمرَها ما حتكون كُره 




Wednesday, 6 March 2013

مِستنياك ..

مِستنياك .. يا روحي بشوق كُل العُشاق
مِستنياك .. مِستنياك .. مِستنياك ..  

ظَللتُ أُرددُها حتى إغماءة حنين حادة .. 
أنا لا أفيق .. ولا أَكُف

ألا يُمكِن أن تَمنحُه حُبَك لي ؟! 
نَعَم أنانيتى فى حُبِه مُفرِطة 

دوارٌ حادٌ ..
يُصيبُنى بِهِ كلامٌ أسمَعهُ مِنك أود أن أسمَعُه مِنه

نَفَذَت كلِماتى .. و بِداخِلي الكثير لإمنَحُه







Wednesday, 20 February 2013

شَوقٌ خَالِص ..

الرابِعة صباحاً ..  ملِلتُ تصَفُح الأنتِرنت .. قِراءة كِتابى .. سماع ألحان الجاز المُفضلة لي فى مِثل هذه الساعة.. هواء غُرفتى يتناقَص .. و الذكريات بدأت تتداعى أمامي كأنَه حَفلٌ فَخيم .. المدعوون كُثر .. و لَكِن الشراب واحِد .. شرابٌ وَردي .. مُثلَج يُغري الناظِرين
لَكِن طَعمُه لا يطيب إلا لِمُدمِنيه .. و أنا أدمنتُه .. كأَنَهُ خُلِقَ لإشرَبَه .. أطفأتُ نُورَ غُرفَتي .. و إسْتلقيت على سريري بِكامِل إرادتي .. إعلانا مني بتِرحابي بضيوفي و فتحى لِباب عقلي و رَوحى على مِصراعيه .. الظلام دامِس .. اللهُم إلا ضوءٌ خافِت يتسلل مِن شُباكى يَرسِم خطوطهُ المُتوازية على سَقفى .. هُدوووووووووء .. أسَمَعُ دقاتُ قلبي تتسارَع .. ها هُم قد أتوا جميعا .. صِور كبيرة أراها أمامي .. هذا أنا أولَ يومٍ رأيتُه .. و ها أنا هُنا أبكي فى إنتظاري .. و هذه الصورة لنا أول مرة يُحدثنى .. و تتاتبع الصور أمامي مُتشِحة بالزُرقة ... صورتُه و هو ينظُر إلى خِلسة بِطَرف عينيه .. صورة عينيه المُرتسِمة فيها " أُحِبُك " .. و أهَم صورة " صورتُه و هو صامِت "  ...  صورة ملأت فراغ الغُرفة.. صورة أَخِر لِقاء .. "كَم أتوق لِرؤياك"

 .. ضيوفٌ آخرون .. أصواتٌ بِرأسي ..
 صوتٌ باكي .. " لِماذا ؟ " ..
 صَوتٌ حانى " أُحِبُك " ..
 .. صُوت دافئ " أوَحشتنى "
.. صَوتٌ باسِم " عانِقنى "
 .. و أعلاهُم صَوتٌ حالِم " كُن لي " ..

تنهيدة ... أرهَبتهُم جميعا مُعلِنة إنتهاء الحَفل .. هيييييح

يتعالى فى رأسي صَوت أُغنية لطالما أبكتنى ولطالما كانت المزيكا المُصاحِبة لحفلات ذكريات سابِقة
 "Adele-Set fire to the rain " 
و لكِن لا شئ .. لا دموع ولا حتى آهات .. أين إحساسي بِها و أين إحساس أديل الذى لطالما و صفتَهُ بالعبقري .. أكان وهم ؟!
كَم ذُبتُ معها و بكينا معاً .. كَم أحسستُ أنها جُرِحت فَقط لتُغنى هَذِه الأُغنية لى أنا وحدى
فزعت لِفقدي إحساسي بِها و خُفت أن أكون فقدُت إحساسي بِحُبِه .. فزعي أنساني أن ضيوفى لِتوَهُم راحِلين ..
لَم أنسَه .. و لَم يَمُت إحساسي بِه ..و أتمنى أن لن يَمُت
و أيقَنتُ أني في مَرحلة ما بعدَ كُل شئ .. نسيان الآلام .. نسيان الجِراح جفاف الدموع و حنين للحبيب .. فقط حنين 
حنين مليئ بالحُب .. مُجرَد مِن كُل عِتاب 
وقتٌ كافى قَد مَر لإلتِئام الجروح .. و مَع وجود النَدبات .. إحساسي الآن .. شوقٌ خَالِص ..



Monday, 18 February 2013

جُمودٌ أفريقي ..

لَم تَكُن إنتفاضتى فجأة و إشتِعال فِكرة عابِرة فى رأسى مِن أجل لا شئ .. فقد تَعبُر مُحيطات واسِعة أو صحارى مُقفِرة من أجل أن تَتوصَل لشئ جديد .. قد يبدو لأحدهُم عادي ولكِن فى نَفسَك يُثير الكَثير .. فقد قررت فى الساعة الحادية و النِصف صباحا أنا أنزِل بمُفردي و لإوَل مَرة إلى شَارِع النبى دانيال العَتيق لإشترى كِتاب نصَحني بِه صَديق ..رغم إرتباطى بِموعِد فى الواحِدة و النِصف في مَنزِل إحدى صديقاتي و رُغمَ زحمة الطريق فى هذا الوَقت و خوفي أن أتأخر على صديقتى .. لَم أُرِد أن أفقِد حماستى و عَجَلّت فى تبديل ملابِسى و نَزَلتُ مِن بيتى و بدأتُ الطريق الذي لم أكُن مُتأكِدة بالضبط أنَه سيوصِلَنى إلى وِجهتى .. أَعشق إحساس التوهان و التَخبُط فى الشوارِع " كم أودُ أن أمشى فى كُل شوارِع محبوبتى الماريا " .. لم أتَعَثر كثيرا للوصول إلى المكان الذي أرَدتُه .. شارِع النبي دانيال .. مِن أقدَم شوارِع الأسكندرية .. شارِع طويل جدا .. يبدأ مِن محطة مصر و ينتهي بمحطة الرَمل " لَم أكُن أعلَم هذا قبل ذَلِكَ اليوم " .. شارِع تُجاري .. أكثر ما يُباعُ فيه و يُشترى هو الكُتُب .. قديمة .. حديثة .. مُستعملة .. جديدة .. كُل شئ .. سألتُ عن الكِتاب الذي بَدأتُ رِحلتى مِن أجلُه فلَم أجِدُه بحثتُ عنه طويلا بِلا فائِدة .. لَم أَرِد لشئ أن يَفسِد رِحلتى فإشتريت كِتابين .. و أسرَعتُ من مشيتي حتى ألحَق بِموعِدى فى الواحِدة و النِصف .. رَغم أنها لم تكُن تجاوزت الثانية عَشر و خَمسة و أربعون دقيقة و لَكِني شَعُرت بشئ ما يُنادينى .. سِرت في هذا الشارِع العتيق جِد مسرورة .. حتى بَلغتُ نهايته .. إرتئيتُ أن أستَقِل ما أذهَب بِه إلى صديقتى .. وَصلتُ قبل موعِدي بعشر دقائِق .. لَم أُرِد أن أباغِت صديقتي قبل موعِدي ب عشر دقائق فتكون غير مُستعِدة فآثرت الإنتظار فى مدخَل العِمارة .. العِمارة حديثة .. فى الإبراهيمية على البحر مُعظم سُكانها على ما أعتقِد طبقة فوق متوسِطة إن لم تَكُن أعلى .. كان فى المَدخَل إيضا سيدة إفريقية "خادِمة " ك اللاتى نراهُم الآن كثيراً فى المحِلات التُجارية .. لا أعتَقِد أنها تجاوزت الثلاثين .. كانت ترتدى جينز و قميص و مُتشِحة بشالٍ على رأسِها لا أدرى إذا كان حِجاب أو تَخفى .. فى المدخل يوجَد كُرسيين أمام مرآة كبيرة .. كانت السيدة تضع أغراضها على كُرسي و على الكُرسي الأخَر يَجلِس طِفلها الذي لم يتعدى الثلاث أعوام .. و فى الجِهة المُقابِلة يوجد مكتب حارِس العقار أمامَهُ كُرسي شاغِر .. دعانى الحارِس للجلوس و أشار إل أحد الكراسي فى المُقابِل .. فأشرت إليه إنها مشغولة و جلست على الكُرسي الشاغِر أمام مكتبِه ..قال لي بصوت جهوري " سيبيك مِنها  دى باردة! .. كُنتى قعدتى " لا أعلم إذا كانت فهِمَت كَلِماتُه أم لا و لكِنها فى هَذِهِ اللحظة نَظرت إليه و أدارت و جهها سريعا .. كانت السيدة مشغولة بإطعام إبنها العاصي الرافِض تماما لطريقتها العنيفة فى إطعامِه .. لَم يكُن يستجيب .. و كيف يستجيب طفل عِندَه ثلاث سنوات للأكل و أمُه لَم تفعل شيئاً لإطعامِه سوى الصَريخ بِه و العبوس في وجهِه .. أكادُ أُجزِم أنها من أكثر السيدات بؤسا اللاتى رأيتهِن فى حياتى .. و لم يكُن ذَلِك واضِحاً من هيئتها قدر ما كان واضِحاً مِن وجهِها و عُبوسِها و تجهُمها .. أما إبنها فهو مِثال للطِفل الإفريقي صاحِب الضَحِكة باعِثة كُل مباهِج الحياة فى النفس " يا إلهي كيف يلتقي كُل هذا الفَرَح و كُل هذا البؤس" .. الحقيقة إن هذا الولد أثار شفقتي جدا فهو كُل ما يَهُمَهُ أن يَلّعب و يَضْحَك غَيْرَ عَابِئٍ بمشَاكِل أُمِهِ مَع رَبَتها أو مع أبوه أو حتى بقسوة الحياة التى بدأ يتعرف عليها مِن خِلال جُمُود أُمُه .. و بدأت بالإبتِسامِ فى وجهِه حتى يستجيب لإُمِه .. أَفْتَحُ فَمي  .. فيفتح فمُه هو الأخَر فتدِس لَهُ أُمهُ الطعام و لَكنَهُ يتسّمر على هذا الوضع .. أُحرِك فمي كأننى أمضُغ الطعام يبدأ هو بفِعل نفس الشئ .. " يا لَهُ مِن طفلٍ جَميل " .. تكرر الموقِف أكثر مِن مرة حتى فَرِغَت أُمُه مِن إطعامِه .. وسط ذهول الحارِس مِن تصرُفى لإنهُ يراها كما وَصَفَها " باردة " فكيف أكون لطيفة مع إبن تِلك البارِدة .. الحقيقة ما أثار دهشتي أن السيدة لم تُدِر وجهها إطلاقا لِترى من تِلك التى تُداعِب إبنها و جَعَلتهُ يَفرُغ مِن طَعامِه .. هى لَم تُحرِك  رأسها أبدا رغم أنى متأكِدة أنها مُتأكِدة مِن أنى أُداعِب إبنها  !! ..ما كُل هذا الجُمُود .. و لِما؟!! .. أهو طَبْعُهَا ؟ .. أم  إنهُ طَبْع أفريقيا السّمرَاء ؟!! " أفريقيا تِلك القارة الرَحيبة البخيلة جِدا .. السخية جِدا .. تَعُجُ أرضَها بالذَهَب و الأحجار الكريمة و تَبخَل على سُكانِها بزخاتِ ماءٍ تَروي ظمأهُم " .. أم هى مَآسِي حَياة خادِمة و تغرُبها هي و طِفلِها و ما تلّقاهُ من مُعاملة  جَعَلَت مِنها حجراً .. أذهلتنى حقا ..  أكانَت غاضِبة مِنى لإنى أُداعِب إبنها و كأن لِسان حالها يقول " سيبيه ياخُد عالشقى " ؟!! أكانَت خائِفة مِن أن تُدير وجهها لي فأبتسِم لها و أُخرِجها مِن واقِعها المؤلِم الذى سُرعان ما ستعود إليه بمُجرد رَحيلى ؟! .. هل سيحتفِظ إبنها بهذهِ الإبتسامة ؟! .. أم ستُجبِرُه الحياة أن يُغير نظرَتَهُ لها ؟ ألِأراهُم و يُثار فى نفسى و عقلى كُل هذه الأسئِلة إنتفضُت فجأة و إِشْتَعَلَت فى رَأسى فِكرة أن أشْتَرِي الكِتَاب فَأذهب إلى صَديقتى مُبكِراً ؟! .. وجدتُ نفسى سابِحة في تأمُلاتى فى تِلك الأفريقية الجامِدة و طِفلها و سبب جُمُودَها .. و إنتفضُت فجأة لإنظُر فى ساعتى لإجِدُها الواِحدة و النِصف بالضبط .. حَمَلتُ حقيبتى و طَلَبْتُ المِصعد و أنا أنظُر إليهِم 
 .. مازال الطفل يبتسِم لي وهو يفتح فمُه .. و مازالت أُمَهُ فى جُمُودِها ..




Monday, 11 February 2013

خواطِر وردية :)

أُعلِن .. إستسلامى ..  رفعى لِكُل الرايات البِيْض ..
 ذوبانى فى ألحان عَزَفتها مِن أجلى .. و لوحات رسمتها فى شَغفى .. و كلِماتٍ كتبتها فى حُبى ..
مُلهِمى و مُشعِل الشَغف فى قلبى و الوَلَع فى نفسى ..
أودُ فقط ألا أفيق مِن ثُباتِى بين ضلوعَك و توحُد نبضى بِنبضِك و أنفاسى بأنفاسِك !
عالمنا هو ما صَنعناهُ نحنُ بخيالنا أما ما نعيشُه مِن واقعية فلا تُمثِلنى
دُنيانا فى كوكبٍ بِحارُه فيروزية و رِمالُه أُرجوانية وأشجارُه نَهدية
طيورُه تُغَرِد موسيقى الجاز و بساتينُه اللافندر و الفانيلا
و الصَمت .. الصَمتُ يا رفيقى .. صمتٌ لا نَسمَعُ فيه سِوى صوت سُكوتنا
و إقرأ معى أساطير الأولين و الأخِرين ..
و نأكُل فقط الكرز و التوت و الرُمان ..
و ننسى الناس .. كُل الناس .. و الأوجاع و الآلام و الأحزان
و نَكسِرَ القيود .. كُل القيود و نُسمى شوارِعنا الحُرّية
و فقط إجعلنى أتذَكَر ذوبانى بين أنامِلُكَ :)





" هذه الخاطِرة ألهمتنى بِها الموسيقى العبقرية لفيلم إيميلى "